قوقل ومشكلة “التجزئة” في نظام أندرويد
قد لا يختلف اثنان حول جدارة نظام أندرويد وتربعه على صدارة أكثر أنظمة تشغيل الهواتف الذكية استخداماً وانتشاراً، وقد يرجع ذلك لعدة أسباب طبعاً أهمها أنه يتواجد على مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأجهزة ذات السعر المنخفض، إضافة إلى ان النسبة الأكبر من مبيعات تلك الأجهزة يتم تحقيقها على مستوى الأسواق الناشئة على غرار الصين والهند والبرازيل وغيرها من الأسواق التي يحظى فيها النظام بالإستخدام المكثف. وفي مقابل كل هذه الإنجازات التي يحققها نظام أندرويد، إلا أن الأخير يواجه جملة من المشكلات والتحديات التي تؤرق كاهل كل من شركة قوقل والشركات المصنعة ومطوري التطبيقات على حد سواء، ومن أهم تلك المشكلات المعروفة في الأوساط التقنية هي مشكل “التجزئة” أو “Fragmentation” والتساؤل الذي يبقى قائماً هنا هو كيف استطاعت قوقل أن تسيطر على المشكل إضافة إلى مدى نجاحها في ذلك؟
تقوم قوقل عبر مدونة المطورين في كل شهر بإصدار أرقام تخص نسب انتشار نسخ نظام تشغيلها المختلفة، وتظهر أرقام هذا الشهر أن نسخة أندرويد “جيلي بين Jelly Bean” استطاعت أن تكسب الكثير من النقاط وتحتل بالتالي المركز الأول من ناحية الانتشار على أجهزة المستخدمين وبنسبة 45.1 بالمئة، بينما تبقى نسخة “خبز الزنجبيل Gingerbread” ثانياً بـ30.7 بالمئة، في حين تأتي نسخة “ايس كريم ساندويش Ice Cream Sandwich” في المركز الثالث بـ21.7 بالمئة، أما نسخة “فرويو Froyo” وما بعدها فتبقى تحتل النسبة الأصغر كما هو موضح أدناه.
ويلاحظ من خلال البيان الانتشار الواسع التي أصبحت تتمتع به النسخة الأحدث “جيلي بين” خصوصاً مع زيادة اعتمادها من قبل الشركات المصنعة للأجهزة الجديدة التي تشتغل بنظام أندرويد، إضافة إلى تحديث الأجهزة التي تشتغل بنسخة “أيس كريم ساندويش” إلى نسخة “جيلي بين” في وقت سابق، لكن ذلك إقتصر على بعض من هته الأجهزة فقط وليس الكل.
هل “جيلي بين” هو الحل ؟
يمكن القول أن توجه قوقل نحو دعم نسختها الأحدث من نظام تشغيلها في سبيل استخدامها وزيادة انتشارها مقابل التراجع في النسخ الأقدم هي الخطوة الاولى منها لتقليل من مشكلة “التجزئة”، لكن تبقى الأرقام شيء والواقع شيء آخر. وبطبيعة الحال لا يمكن إنكار أن نسخة “جيلي بين” هي النسخة الأكثر التي تجذب اهتمام مستخدمي نظام أندرويد، لكن في المقابل فإن هذه الأخيرة تبقى تشتمل على ثلاث إصدارات مختلفة هي “4.1” و “4.2” و”4.3″، ومع كل هذا فإن مشكل الإختلاف في دعم التطبيقات والأداء الوظيفي يبقى قائماً. فعلى سبيل المثال يتضمن إصدار “جيلي بين 4.2” شاشة قفل مختلفة وقائمة إعدادات سريعة، إلا أن إصدار “جيلي بين 4.3” يضمن هو الآخر دعم برنامج OpenGL ES 3.0 المخصص لتحسين الأداء الرسومي في الجهاز، إضافة إلى دعم تقنية البلوتوث منخفض الطاقة وغيرها، وهذا ما يعني وجود مشكل التجزئة في نفس النسخة من النظام.
الحل قد يكون بعيداً عن توحيد النسخة أو المنصة !
إذا كان الإختلاف في دعم التطبيقات يحدث على مستوى الإصدارات المختلفة للنسخة الواحدة كما هو الحال مع “جيلي بين”، فإن أمر توحيد النسخة في ظل وجود نسخ أخرى للنظام متباينة هي الأخرى من حيث الدعم والميزات لن يحمل أي معنى فيما يخص معالجة مشكل التجزئة. فالجميع يتفق على أن السبيل الوحيد هو وجود دعم لمنصة واحدة يجري تحديثها بشكل كلي وشامل كما هو الحال مع باقي أنظمة التشغيل الأخرى، والوصول إلى هذه المرحلة طبعا يعني بالضرورة القضاء على المشكل بشكل نهائي.
لكن ما يلاحظ في حالة نظام أندرويد هو أن قوقل نجحت في إطلاق مجموعات معينة من حزم البيانات أو الخدمات التي توفر نفس الخصائص لجميع الأجهزة مهما كانت نسخ أنظمة التشغيل فيها. ومن أمثلة هذه الخدمات التي قامت قوقل بتوفيرها هي حزمة Google Play Services التي تضيف الدعم لمزامنة الحسابات والفحص ومسح البرمجيات الخبيثة، كذلك توفير البنية التحية لتشغيل بعض تطبيقات قوقل مثل تطبيق البحث وتطبيق الخرائط ولوحة المفاتيح وغيرها من الميزات الخفية الأخرى.
أيضا من حزم البيانات التي قامت قوقل بطرحها لجميع نسخ أندرويد هي حزمة Google Play Games، وهي عبارة عن منصة ألعاب تتيح للمستخدم مزامنة الألعاب و حفظ المراحل التي تقدم فيها وغيرها. كما قامت قوقل أيضا بإطلاق حزمة Android Device Manager والتي تتيح للمستخدم تعقب جهازه المفقود من خلال واجهة الويب الخاصة. ومن هنا يمكن الاستنتاج والتأكيد على أن قوقل ستقوم بتوفير المزيد من الخصائص لكل مستخدمي نظام أندرويد دون لجوئهم لتحديث هواتفهم.
نظرة شخصية
لا يزال نظام أندرويد يعاني من مشكلة التجزئة من الناحية الفنية وهذا من خلال اختلاف الدعم الحاصل في مختلف نسخه، كما أنه من المحتمل دائما أن يبقى النظام على هذه الحالة خصوصاً في ظل الحديث اليوم عن نسخة جديدة من النظام تحمل إسم “كيت كات KitKat”. لكن مع كل هذا فإن قوقل أثبتت بالفعل قدرتها على تحديث نظام أندرويد دون الحاجة إلى التحديث الفعلي للنظام، كما قامت بإتخاذ خطوات معينة لتحسين آثار التجزئة على المستخدمين. وبالتالي قد نكون متوجهين نحو مستقبل لا يهم فيه رقم إصدار نظام التشغيل بالقدر الذي يستطيع فيه الهاتف الذكي توفيره والقيام به.
هل مشكلة التجزئة كانت بطلب شركات التصنيع لضمان انتقال المستخدمين إلى الطرازات الجديدة من هواتفهم ؟
صحيح, أتوقع ذلك بشكل كبير
فاسلوب تعدد الاصدارات يتيح مجالاً لبيع أكبر عدد من كل اصدار حديث من الشركات الداعمة للأندرويد
من ناحية أن هناك سبب لشراء جهاز يختلف عن ما قبله عكس أبل
وسيء من ناحية أنها مسئلة تسويقية تتجه للربح من المستهلك