الشبكات الإجتماعية ليست منصات محتوى
هذه مشكلة لاحظتها عندي أحياناً مع أني أجيد الفرق بين الشبكات الإجتماعية ومنصات إدارة المحتوى لكنها تحدث رغماً عني، عموماً ما أريد أن أوصله لكم هو أن لا تستخدموا الشبكات الإجتماعية كمنصات إدارة محتوى، لا تكتبوا محتوى على تلك الشبكات لأنه يموت بعد فترة. كل شيء منهما مصمم لغرض معين، ولا يعني تواجد أصدقائك على الشبكات الاجتماعية أن تدون عليها.
الشبكات الإجتماعية هدفها الأساسي التواصل بين الناس، وليس شرح الأفكار والمواقف والنظريات والآراء، لذا لم تصمم على أساس حفظ و إدارة والتعامل مع المحتوى أياً كان شكله.
أما منصات المحتوى فهي مصممة خصوصاً لنشر و إدارة المحتوى، وصممت بهذه الطريقة مع توفر الأدوات التي تسهل للجميع الوصول للمواد ومتابعتها وتصنيفها بسهولة بالغة.
ومن هذا المنطلق نجد أن طول المنشور على فيس بوك محكوم حصراً بأن يكون أقل من 60 ألف محرف( وهذا الرقم كان أقل في البداية) وتويتر 140 محرف، بينما على منصات إدارة المحتوى كالمدونات يكون أكبر بكثير جداً لأنها مبنية لتقبل المحتوى مهما كان طويلاً، لكن المنشور يجب أن يعبر عن لحظة من حياتك تريد أن تتحدث عنها.
فيس بوك والمحتوى
مع أن فيس بوك يتيح مجال أوسع لحجم المنشور من حيث عدد الأحرف، إلا أنه غير مصمم لنشر ومتابعة المحتوى، فصندوق المنشور لا يتيح لك إضافة أشكال متنوعة من المحتوى معاً، وإن أضفت صورة فإنها ستعرض في أسفل المنشور، لكنك تحتاجها في المنتصف للشرح عنها؟، وكذلك لو أضفت عدة صور، فهي ستدرج بجانب بعضها وستضيع معك الحالة.
حاول فيس بوك أن يجاري من يرغب بنشر المحتوى النصي من خلال قسم الملاحظات، لكنها من اسمها، فهي مكان مناسب للملاحظات والخواطر النصية السريعة، وبنفس الوقت غير مناسبة ولا يمكنك إجراء تنسيق على النصوص أو إضافة الصور و مقاطع الفيديو التوضيحية بالطريقة الملائمة.
صعوبة الأمر في نشر المحتوى على فيس بوك أنه يضيع مع الزمن ولا يمكن الرجوع إليه بسهولة، فلا توجد آلية لفرز المنشورات التي تتحدث عن محتوى شخصي، طبي، علمي، تقني، ترفيهي، وغيرها. كما وهذه المنشورات لأن طبيعتها عادة بخصوصية الأصدقاء فقط فهي لا تظهر في محركات البحث بالتالي يحرم من الإستفادة منها جمهور عريض يبحث عنها.
تويتر والمحتوى
في تويتر الحال أسوء لأنه مبني لمشاركة ما يجري من حولك وبالك وفي 140 حرف وغالباً أقل تكتب وتنشر بسرعة وسهولة، فمن الخطأ أن تستخدم تويتر لنشر المحتوى والتدوين، هو مدونة مصغرة إن صح التعبير، لكن إن لم تكفيك 140 محرفاً لتكتب تدوينة، افتح مدونتك المجانية واكتب فيها.
لاحظت أحياناً البعض يقوم بنشر سلسلة من التغريدات للتعبير عن موقف أو شرح فكرة، تخيل أنك تحتاج لقراءة 26 تغريدة والتنقل بها بشكل متسلسل صحيح لتفهم الفكرة، وأيضاً بعد أن تقرأ هذه السلسلة ستضيع ولن يمكنك الرجوع إليها، ستقول لم لا تضعها بالمفضلة؟ حسناً سيكون لديك مفضلة من السلاسل التغريدية التي ستتداخل ببعضها ولا تعرف كل سلسلة عن أي موضوع تتحدث.
ببساطة تويتر لما قالوا سنحدد طول التغريدة 140 حرف، كانوا ينون جذب من يريد أن يشارك ما يجري في حياتك بكلمات قليلة قصيرة، لذا تجد أن الطول الوسطي للتغريدة يحوي 60 حرف و أقل فقط، بمعنى أن الـ 140 حرف أكثر من كافية للتعبير عما تريد في تغريدة. وفي حال أردت التدوين وشرح أفكار فمكانها ليس هو تقسيطها على عشرين تغريدة كل منها 140 حرف.
هذا كله إضافة إلى أنه من غير المناسب نشر المحتوى الصوري والفيديو وربطه مع الأفكار النصية المناسبة.
لماذا المدونات؟
لا أعلم ما الرهبة التي لاتزال لدى الشخص ولا يريد إنشاء مدونة، هنا سأقدم لك اقتراح يحل هذه المشكلة. أعلم أنك تقول إن كتبت في المدونة لن يقرأ لي احد، عزيزي أنت تكتب لنفسك أولاً قبل الجميع، ولتكن البداية أن تضع ما تنشره على صفحتك على فيس بوك أحياناً أو على سلاسل من التغريدات في تويتر، ضع هذه كتدوينات منفصلة على مدونتك، لا فرق إن كانت بلوغر أو ووردبريس وهذه التي أفضلها. الأهم أن تبدأ ولا تقتل المحتوى بنثره في الشبكات الاجتماعية.
لما تنشر محتوى مفيد على حسابك الاجتماعي، وبعد مرور عدة سنوات، وأضافك شخص فإنه غالباً لن يقرأ ذاك المحتوى ويعود بنبش صفحتك، لكن لو كان لديك مدونة ونشرته فيها، فإنه سيصل إليه حتماً لأن العملية سهلة و متوفرة للجميع.
طيب بخصوص لن يقرأ لك، لتكن البداية أن تنشر المحتوى في المكانين، على حسابك الإجتماعي وعلى مدونتك مع الإشارة إليها. على الأقل بهذه الحالة تضمن أن المحتوى على مدونتك يتم أرشفته ويصل إليه الناس عبر البحث، كما ويتم تصنيفه في تصنيفات مناسبة و ترتيبه حسب زمن نشره ومع استخدام الوسوم المناسبة يمكن تنظيم آلاف التدوينات. لتكن الشبكات الإجتماعية أدوات لتسويق محتواك لا منصات لنشره.
فعلاٌ – دائما اقول
الافضل للمقالات ان تنشر مجتمعة في كتاب و خواطر الفيس بوك و تويتر ان تنشر مجتمعة في مدونة ألكترونية و ذلك من اجل التوثيق للكاتب او للموضوع المعين