كيف ساهمت جوجل في فشل Knol ؟
نول أحد مشاريع جوجل التي كانت تهدف من خلاله إلى تقديم موسوعة بمحتوى عالي الجودة يساهم في وضعه مختصون في مجالات مختلفة، إلا أن هذا المشروع لم يدم طويلا وسرعان ما قررت جوجل في 2011 إغلاق هذه الموسوعة.
وقد تحدث أكثر من كاتب تقني حول فشل هذا المشروع، إلا أن هذا المشروع لم يكن بذلك السوء الذي تحدث عنه الجميع. لكن هناك عوامل أو أسباب أدت إلى تكوين تلك الصورة السيئة حول نول، بالنسبة لي أرى أن جوجل تسرعت بقرار إغلاقها لهذه الموسوعة رغم كل ما دار حولها من انتقادات واسعة.
لقد كنت من مستخدمي نول ومتابع لما يتم نشره في الموسوعة من محتوى، ورغم قلته إلا أنني كنت أعود أكثر من مرة لأتصفح مجموعة من المقالات التي أعجبتني أسلوب كتابتها وعرضها على الموسوعة.
وقد جذبتني نول إلى إستخدامها أكثر بكثير من إستخدامي لويكيبيديا في ذلك الوقت، والتي لا أملك فيها حاليا سوى مساهمة واحدة فقط عبر مبادرة تغريدات، كانت عن موقع خمسات وتم تطويرها فيما بعد من قبل آخرين.
ويكيبيديا ليست مصدر جذب بالنسبة لي رغم اهتمامي بالمحتوى العربي ونجاحها في تقديم محتوى ضخم ومتنوع… التصميم وطريقة التحرير وعدم إسناد المقال أو المحتوى بصورة محترفة بالإضافة إلى الكثير من الخيارات الغير منظمة التي تشعر المستخدم بنوع من التردد والارتباك عند الكتابة أو المساهمة في الموسوعة، كل ذلك يشعرني بأنني أقوم باستخدام موسوعة من العصر الحجري، وما يشفع لها هو المحتوى فقط ولا شيء غيره، أما نول فقد كانت مختلفة لكن كان ينقصها المحتوى الذي لا يمكن بناؤه في زمن قياسي كما كانت تتمنى جوجل.
الحملة الإعلامية ضد نول :
كما ذكرت واجهت نول مجموعة من الإنتقادات وحملة إعلامية كبيرة من مختصين على ما تقدمه من محتوى منسوخ ومكرر على حد تعبيرهم، وأن ما تقدمه نول من محتوى لا يرقى إلى وصف نول وتسميتها بالموسوعة. وقد انعكس ذلك سلبا على أدائها رغم محاولاتها عبر عقد شراكات مع مؤسسات مختلفة، منها الأكاديمية للتشجيع على إثراء الموسوعة. وبما أن المستخدم إنطباعي تجاه ما تطرحه المواقع التقنية من تحليلات وأخبار، فمن السهل جدا التأثير عليه تجاه منتجات معينة خصوصاً إذا كان يكنّ ولاءا لبعض هذه المواقع، وهذا ما حدث مع نول، فهذه الإنتقادات أفقدت المستخدم ثقته بهذه الموسوعة والمضحك في الأمر أنها أفقدت ثقة جوجل في المشروع.
كان يمكن أن تنجح لولا إقحامها في منافسة مع ويكيبيديا:
مثل أي مشروع ناشئ كان من الممكن أن تنجح نول في الوصول إلى أهدافها رغم تعثرها، وإن كان الأمر مختلف بالنسبة لشركة مثل جوجل، إلا أنها تمتلك القدرة على دعم هذه الموسوعة وإيجاد وسائل بديلة لإثرائها، ولكنها حسب رأي الشخصي لم تبذل جهدا لتحقيق ذلك، بل بدلا من ذلك بدأت من الأعلى إلى الأسفل..
أرادت أن تضع الموسوعة في منافسة مع ويكيبيديا، وقد أشرت إلى أن نول مختلفة عن ويكيبيديا حتى فيما يختص بالمحتوى، لذلك ليس من المفيد أن توضع نول في منافسة مع ويكيبيديا ليست على استعداد لخوضها، وقد حاولت جوجل أيضا أن تصنع لها ظهورا إعلاميا مبكرا وهو ما أدى إلى نتيجة عكسية كما ذكرنا من قبل.
جوجل اختارت أسهل الطرق:
جوجل ليست مجرد شركة، ولكنها إمبراطورية تحتاج إلى الحفاظ على إسمها لذلك كلما تشعر بالخطر تجاه مشروع ما، إما تستحوذ عليه أو تقوم بإغلاق ما لديها حتى لو أدى ذلك إلى فقدان عدد كبير من المستخدمين، مثلما حدث مع خدمة جوجل ريدر.
في كثير من الأحيان لا تتعامل جوجل باحترافية تجاه مستخدميها ودائما ما تختار أسهل الطرق للخروج من أي مشكلة تواجهها مع منتجاتها، وخاصة البيتا منها، وهذا ما فعلته مع نول وما ستفعله مع كل مشروع يواجه الفشل حسب تقديراتها.
قد تتساءل عن سبب كتابة هذا المقال عن موسوعة نول بعد أكثر من عامين تقريبا على إغلاقها؟
الكثير من خدمات الويب كان لها إرتباط وثيق بطريقة استخدامنا للإنترنت، وهذا ما أشعر به تجاه نول بعد كل هذا الوقت. فقد كانت موسوعة نول أحد المشاريع التي كنت أرى أن لها مستقبلا، خاصة مع جوجل لأسباب عدة، منها محرك البحث، وقد يكون لكم ارتباط وثيق أيضا بخدمات أخرى تم الإستغناء عنها. الحديث عن نول ليس هدفا بقدر ما هو وسيلة لبيان السياسة الخاطئة التي انتهجتها جوجل تجاه أحد مشاريعها أو خدماتها والتي يمكن أن تعيد استخدامها مستقبلا مع خدمات أخرى.