هل من الممكن أن يؤثر إطلاق آيفون منخفض التكلفة سلبا على شركة آبل ؟
ظلت منتجات آبل طوال الفترة الماضية هي المنتجات الثورية التي نقلت التكنولوجيا إلى مرحلة متقدمة جدا في ظل إنسياق كثير من الشركات التقنية في ذلك الوقت نحو إنتاج المزيد من الخردة قبل ظهور منتجات مبتكرة فريدة في فكرتها وفريدة في تصميمها ولكن يبدو أن آبل تقود الآن ثورة إلى الوراء ، قد تابعنا منذ فترة وخلال الأيام الماضية بعض الشائعات التي تتحدث عن عزم شركة آبل إطلاق آيفون رخيص أو قليل التكلفة محاولة بذلك الوصول إلى قطاع كبير من فئات المجتمع المختلفة وتمكينهم من إقتناء آيفون لا نعلم حتى الآن ما هي مميزاته ولكننا نعلم تماما أنه سيكون أقل من مستوى وجودة أجهزة الآيفون التي أصدرتها الشركة طوال هذه السنوات وهذا ما قد يؤثر سلبا على الشركة .
تميزت آبل بمنتجاتها عن بقية الشركات الأخرى من حيث جودة التصميم والإهتمام بأدق تفاصيل المنتج بالإضافة إلى إجتماع عوامل تكوين صورة ذهنية لدى المستخدمين بأن منتجات أبل هي الأفضل مثل : جوبز المبدع والفنان ، الإبتكار ، شعار التفاحة القضومة ، القيمة السوقية ، عدد الموالين للشركة منذ إنتاجها للآيباد والآيفون لأول مرة ، .. كل هذه الأشياء إجتمعت فكونت تلك الصورة الذهنية لدى المتابعين والمستخدمين والتي تؤكد لهم أن آبل هي الأفضل وهي الأغلى وهي الأكثر إبتكارا وهي … وإن كان الامر لا يبدو كذلك الآن ، طوال الفترة الماضية إنتظر العديد من المتابعين والمستخدمين لمنتجات آبل أن تذهلهم الشركة بإبتكار آخر أو تحديث كبير يعيد تلك الذكريات الرائعة ولكن تثبت لنا الشركة يوما بعد يوم أن مخزونها من الإبداع شبه فارغ وأنها تسير نحو المجهول رغم محاولاتها سد الفجوة بين إنتاج كل من الآيباد والآيفون لأول مرة وبين ما هي عليه الآن .. فماذا تتوقع بعد ذلك من آيفون جديد رخيص وبإمكانيات أقل ؟!
حسب رأيي الشخصي أن توجه آبل لإنتاج هذا النوع من الهواتف مغامرة كبيرة خاصة أن هذا السوق فعليا هو سوق المنافس الضخم سامسونج وقد تفقد آبل آخر ما تبقى من كبريائها حتى وإن نجحت في بيع هذه الهواتف وبأرباح كبيرة ، سامسونج هي من تهتم بالمبيعات والأرباح لذلك تقوم بإنتاج مجموعة ضخمة من الهواتف لفئات مختلفة وبأسعار مختلفة لجذب عملاء جدد أما آبل فتعتمد على جودة منتجاتها العالية وتصميمها الجذاب وتقنياتها المتطورة .. وإن كانت تسعى للربح أيضا إلا أن هذه هي ثقافتها التي نشرتها بين عملائها وإذا فشلت في الحفاظ على هذه الثقافة مع هواتفها الجديدة فستحتاج الشركة إلى عصا سحرية لإخفاء آثار هذا الفشل .
عند إطلاق الآيفون 5 والآيباد ميني لم تنل هذه المنتجات ذلك الرضى الذي نالته هذه المنتجات في نسخها السابقة وقد تكرر هذا الأمر مع نظام iOS 7 وقد يؤدي ذلك إلى فقدان ثقة المستخدمين بالشركة تدريجيا بأنها تمتلك المزيد من الأفكار للمستقبل ، وأتوقع أن يزيد الأمر سوءا بعد إنتاج هذا الهاتف الذي تدور الشائعات حوله ، لا يتعلق الأمر دائما بالمال فقد تكون المبيعات مرتفعة ولكن هناك خسارة لا تعوضها جميع عوائد آبل المالية وهي الصورة الذهنية لدى المستخدمين حول هذه الشركة والتي بدون شك هي أحد أسباب نجاح شركة آبل وإرتفاع مبيعاتها وهذا ما نراه لدى بعض متعصبي آبل من إنتظار ما تقوم الشركة بإنتاجه ليقوم بإمتلاكه فور طرحه في الأسواق وإن لم يكن مقتنعا بذلك المنتج .. نعم إنها الصورة الذهنية وقد تختفي تلك الصورة الذهنية مع صدور هذا النوع من الاجهزة .