التقاريرمقالات

مؤسس "عنواني": صعوبة الوصول للعناوين دفعتني لتأسيس المشروع

25f4085

يحاول الدكتور عبدالله إلياس، حل مشكلة العنونة في السعودية عبر تأسيس مشروعه “عنواني” الذي يعتمد على حفظ الموقع (Location) لمستخدم التطبيق ومشاركته بسهولة مع مقدمي خدمات التوصيل للمنازل أو المكاتب ومواقع التجارة الإلكترونية التي تقدم خدمة الدفع عند التسليم (Cash on deliver). وكان لنا لقاء معه لمعرفة أبعاد المشروع وتطلعاته:

* كيف بدأ مشروع “عنواني” ؟ وهل بإمكانك إعطائنا نبذة عنه؟

بحكم أني نشأت و درست في ألمانيا، لم أواجه مسبقاً صعوبات في الوصول لأي عنوان أو تزويد أحد بعنواني، إلا أنه بعد عودتي للسعودية واجهت صعوبة في التنقل والوصول من مكان لآخر. وذات يوم لم يستطع سائق التوصيل الوصول لعنواني رغم تزويدي به خمس مرات. لاحظت عندها شيوع هذه المشكلة وأحسست بمعاناة الناس اليومية وضررها على أصحاب الشركات من الناحية الأخرى، فقررت حينها ترك عملي لحل كارثة يومية وخدمة المجتمع ببدء مشروع “عنواني”.

* نعاني من مشكلة حقيقية للعنونة في السعودية، هل تعاونتم مع جهات حكومية لتسهيل مهمة العناوين؟

البريد السعودي والأمانات بذلوا جهداً كبيراً في العنونة، و تطبيق enwani يتكامل مع المبادرات و الخدمات الحكومية لحل المشكلة، فمثلا يستطيع المستخدمون ربط عناوين البريد السعودي أو الأمانة مع حسابهم في enwani. ذلك يجعل العناوين أسهل و مدموجة أكثر مع شركات التوصيل و الأسواق الإلكترونية.

* ما هي أوجه نشاطكم بالتحديد؟ ومن الفئة التي تستهدفونها؟

عنواني تستهدف الأفراد و الشركات معا، فالأفراد يمكنهم تحميل تطبيقنا المجاني “enwani” من أبل ستور أو بلاي ستور وأيضا عن طريق موقعنا الإلكتروني

www.enwani.com

ومن خلال التطبيق يمكنهم تحديد وتسجيل عناوينهم، ومن ثم مشاركتها مع الآخرين ليسهل عليهم الوصول إلى العنوان عن طريق نظام الملاحة (Navigation System) المزوّد به التطبيق. وأيضاً يستطيع الفرد الإطلاع بشكل مستمر على قائمة شركاءنا من مطاعم كبيتزا فيوجن، توستد، كليلة، ومحلات مفروشات مثل إيكيا، آي دي ديزاين، ومحلات التجارة الإلكترونية مثل آي زون، وغيرهم من الشركات التي تقوم بتوصيل المنتجات دون إزعاج أو الحاجة لأخذ العنوان.

بالنسبة للشركات، يمكنهم الاشتراك معنا في خدمة enwani حيث نقوم بتزويدهم بنظام متكامل يخدمهم في التوصيل والوصول لعناوين زبائنهم. كما نقوم بالتسويق والإعلان عن شركاؤنا من خلال تطبيقنا وموقعنا الإلكتروني بالإضافة إلى صفحات التواصل الاجتماعي. أيضاً نوفر خدمات لمواقعهم الإلكترونية بجانب خدمة العناوين.

photo 1photo 3photo 5

* “عنواني” لم يكن له ذلك الزخم الإعلامي الكبير على الشبكات الاجتماعية .. مالسبب؟

بل بالعكس، فقد لاقى عنواني الكثير من الترحيب والتشجيع بفضل الله ومنّه. عدد المعجبين بالفكرة والمتابعين على صفحة فيسبوك وتويتر يزداد بشكل يومي بالإضافة إلى ازدياد عدد مرات تحميل تطبيق “enwani” يوميا. ومن جانب آخر، فإن أصحاب الشركات كالمطاعم، والمفروشات، والأجهزة، وشركات النقل وكل ما يخص التوصيل للمنازل في تواصل مستمر بنا رغبة بالاشتراك مع عنواني. والسبب كما ذكرت سابقاً، مشكلة عدم وضوح العناوين التي يعاني منها كل أفراد المجتمع، وهي مشكلة ملموسة بشكل يومي، يرغب الجميع بتجنبها.

* التجارة الإلكترونية يعد مجال ناشئ في السعودية والمنطقة عموماً. ألا تخشى تعثر المشروع ضمن هذه المرحلة؟ وكيف هو نطاق تعاملكم مع الشركات؟

على الرغم من أن التجارة الإلكترونية مازالت في مرحلة مبكرة، إلا أن معدلات نموها هائلة في منطقة الشرق الأوسط. بالتالي فإن وقت نضوجها قصير نسبيا، ونحن نحاول في enwani تقصير هذه المدة من خلال دعم الجوانب اللوجستية من معاملات الإنترنت.

مع enwani يمكن للمستخدمين حفظ عناوينهم بالضبط في سحابة إلكترونية واستخدامها للتسوق عبر الإنترنت و enwani ليست خدمة عبر الإنترنت فقط. فمن خلال تطبيقنا يمكنك مشاركة عنوانك مع خدمة التوصيل أيضا.

* كمؤسس، كيف ترى تطور المشاريع الناشئة في السعودية؟

هذا يعتمد إلى حد كبير على الصناعات التي نتحدث عنها، فالمؤسس في التجارة التقليدية يجد لوائح و أنظمة أكثر وضوحاً فيمكنه التطور بسرعة، ولكنه يواجه الكثير من المنافسين. وكوني مؤسس لمشروع تقني حديث، فهذا يعني منافسة أقل ولكن في نفس الوقت أجد اللوائح والتشريعات غير واضحة تماما. وبالرغم من ذلك ففي السنوات الأربع الماضية، أصبح بإمكاننا أن نرى بوضوح أن هناك الكثير من المبادرات الحكومية وغير الحكومية في منطقة الشرق الأوسط في محاولة لجذب القدرة الهائلة من الشباب العربي وتشجيعهم على المجازفة وبدء الأعمال التجارية الخاصة بهم. إنهم يقومون بعمل جيد في تثقيف السوق وإنشاء النظام الاقتصادي الصحيح للجمع بين المؤسسين والمستثمرين. وحتى الآن، لا تزال هذه البداية.

* هل ما زالت هناك مخاطرة للمشاريع المعتمدة على الانترنت كالتجارة الإلكترونية، والتسويق .. الخ؟

أعتقد أنه في قطاع المستهلكين ستكون المخاطرة أكبر بتجاهل قوة التجارة الإلكترونية والتسويق الإلكتروني. وفقا لدراسة أجريت في 2012 من قبل شركة Booz & Copmany وجوجل فإن 83٪ من جيل الشباب الرقمي يستخدم الانترنت يوميا، بل إن 40٪ منهم يستخدمه أكثر من 4 ساعات في اليوم. وأيضاَ 78٪ يفضلون الإنترنت على وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والراديو. صحيح أن سوق التجارة الالكترونية في الدول العربية غير ناضج تماماَ حتى الآن، ولكن خطر بدء مشاريع التجارة الإلكترونية آخذ في التناقص ويمكن التحكم به. كما أن عدد من الدول تحاول حماية المستهلك والتاجر من خلال إصدار التشريعات المناسبة لطبيعة هذي العمليات الإلكترونية، وتوعية المستهلك والتاجر بالمخاطر وطرق الحماية.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى