آبل على خطى مايكروسوفت
شركة في أوج نجاحها تطلق نظام تشغيل جديد، وبعض أجزاء النظام يعتبر منسوخاً من نظام تقدمه شركة أخرى.
لو كنا في عام 1995 لكانت الشركة مايكروسوفت ولكان النظام هو ويندوز 95، ولو كنا في 2012 لكانت الشركة آبل ولكان النظام iOS 6.
أين ستيف جوبز؟
عندما انطلق آيفون 4 بدأ المستخدمين يعانون من مشاكل مع البث والإتصال في الجهاز وقامت آبل بالإعتذار علناً لهذا الخلل وقدمت حل سريع للتعامل مع المشكلة.
وبعدها عندما أطلق آيفون 4 إس، جاء المساعد الصوتي سيري ليكون الإبداع الجديد الذي ستقدمه آبل في هاتفها، لكن سيري لم يكن مدعوماً كفاية من آبل لذا بدأ المستخدمين بالإستياء على الشبكات الإجتماعية بأن سيري لم يكن تماماً عند طموحاتهم وتوقعاتهم.
وبعدها أيضاً عندما أطلقت آبل نظام iOS 6 كان الإبداع الأكبر فيه تطبيق الخرائط الجديد الخاص بالشركة والذي وصفته بـ ” الأجمل و أقوى خدمة خرائط على الإطلاق ” لكن لم يقتنع المستخدمين بهذا الوصف الذي جاء بتطبيق ليستبدل خرائط قوقل وكانت خرائط آبل ناقصة وغير متناسقة ونتائجها خاطئة أحياناً، واعتذرت علناً أيضاً .
هناك شبه قاعدة تنص على أن تكرار ثلاث أحداث متشابهة بشكل عام تبدو على أنها اتجاه سائد، لذا كانت الأحداث الثلاثة المذكورة آنفاً تشكل إتجاه جديد تمشي عليه آبل.
في أيام ستيف جوبز لم تكن تطلق آبل منتجاتها قبل التأكد تماماً من أنها جيدة كفاية وخالية من الأخطاء إلى حد معقول جداً، لكن في أيام ما بعد ستيف جوبز بدت شركة آبل أنها تعاني من قضية ضبط الجودة لديها.
ما بين الإبداع و التراجع
هناك رأي عام سائد اليوم أن إطلاق لقب الشركة المبدعة على آبل أصبح أمراً مبالغ فيه بالرغم من أنها كانت كذلك.
حيث كانت في السابق لديها قابلية كبيرة على تحسين منتجاتها قبل إطلاقها لتظهر بطريقة تخطف الأبصار، حيث عندما أطلقت جهاز الآيبود لم يكن أول جهاز قارئ ملفات صوتية في العالم، لكنه كان أول مشغل موسيقى رقمي سهل الإستخدام، وعندما أطلقت الآيفون لم يكن أول هاتف ذكي في السوق، لكنه كان أول هاتف بتصميم متقن ويقدم تجربة استخدام مختلفة في السوق. وعندما أطلقت الآيباد لم يكن أول لوحي في السوق بل كان الجهاز الذي يقدم أفضل تجربة استخدام لعامة الناس وليس فقط للمحترفين.
وفي كل هذه المنتجات المختلفة كانت آبل تنظر إلى كل تصنيف للأجهزة وتعمل على إطلاق منتجها المختلف كلياً عن البقية بحيث يصبح معيار الصناعة التالي والذي يجب على الشركات الأخرى أن تلتزم به لأنها أصبحت القائدة.
لكن مع آخر منتجات آبل، بدأت تفقد بريقها بهذا الأسلوب من تحسين وإطلاق المنتجات، بالرغم من أنها كانت تبتكر في منتجاتها لكن هذا الإبتكار كان ناقصاً، بالرغم من أن مستقبل الإتصالات في الآيفون 4 كان ثورياً بتصميمه ودمجه بالجهاز بشكل متقن وفي مساحة صغيرة جداً، لكنه كان يعاني من مشاكل عند حمل الجهاز بطريقة معينة، ونعم كان سيري فكرة جيدة لكنه لم يعمل كما يجب، ونعم كانت فكرة آبل لتقديم خرائط ثلاثية الأبعاد رائعة لدرجة أنها ستتفوق بها على قوقل، لكن الخرائط كانت ناقصة وغير دقيقة.
إن نجحت آبل في هذه الإبتكارات الثلاثة لمنتجاتها المختلفة لكنا نظرنا إليها على أنها شركة تتطور بشكل دائم وتسبق منافسيها بخطوة دائماً، لكن في هذه الحالات الثلاثة بدت آبل كأنها ترجع للوراء.
آبل: مايكروسوفت الجديدة؟
يبدو أن هناك دورة حياة معينة لابد أن تمر بها الشركة أثناء نموها وتطورها، حيث أن مايكروسوفت منذ عقود خلت تحولت من شركة ناشئة صغيرة حتى إطلاقها نظام التشغيل الثوري ويندوز 3.1 إلى قوة نامية مسيطرة وقائدة لسوقها مع إطلاق ويندوز 95 ثم لتظهر بشكل الشركة المحتكرة للسوق عندما فازت الحكومة الأمريكية قضية منع الاحتكار عام 1999 وبعدها لتتحول إلى مظهر الشركة التي تقودها الحكومة الأمريكية لتظهر كلاعب قوي ومسيطر على القطاع في هذه الأيام.
وبالنظر إلى حالة شركة آبل فإننا نجد بعض نقاط التشابه بين الشركتين في تاريخهما، حيث أن آبل في فترة قبل عام 1997 كانت شركة صناعة حواسب عدوانية ونادراً ما سيطرت على حصة أكثر من 10% من السوق لكنها كانت دوماً جاهزة للقتال.
ومع طرح جهاز الآيبود و ثم الآيفون وبعدها الآيباد، انتقلت آبل إلى مستوى جعلها قائدة لسوقها وبالتالي تضع معايير الصناعة وكيف يجب أن تعمل الشركات المنافسة الصغيرة الأخرى, لكن إن نظرنا إلى آخر أجهزة الآيفون التي أطلقتها الشركة، كانت تقع بشكل متباطئ في فخ حيث أنها كانت تركز على ما يضعها في مركز قيادة السوق على أن تركز على المزيد من الإبداع والإبتكار الذي سيحفظ لها مكانتها.
وقدمت آبل أحدث أنظمة تشغيل اجهزتها الذكية iOS 6 الذي سيعد محور عمل الشركة والذي يحدد الأشكال التي يجب على المنافسين الآخرين العمل ضمنها للتفوق على آبل بما فيهم قوقل من خلال الأندرويد و منافسين آخرين مثل أمازون و مايكروسوفت.
وبالتالي تعمل آبل بجهد بالغ لأن تبدل هؤلاء المنافسين بمنتجاتها الخاصة، حيث أنها كانت ذات مرة على علاقة جيدة مع قوقل حيث أدى ذلك إلى دمج خرائط قوقل و يوتيوب في نظام iOS السابق، ترى آبل اليوم هذين المنتجين على أنهما تهديد كبير وبالتالي يجب إزالته أو استبداله بمنتجاتها الخاصة. وهذا ما أوصلنا إلى تقديم سيري على أنه طريقة جديدة للتعامل مع البحث وبالتالي تجاوز قوقل و محركها و أيضاً إطلاق تطبيق خرائط بديل خاص بها وهو ما يعد الخطوة الأهم في الهواتف الذكية اليوم.
بدأ الإتجاه العام الذي تسير فيه آبل واضحاً حيث أنها تركز جهودها في شيئين رئيسين: الأول وهو تأكيد حماية نظام تشغيلها من المنافسة والعمل على إنتشاره، والثاني هو العمل على تحسين قدرتها الإنتاجية ( بالأحرى قدرة فوكسكون ) لبيع أكبر عدد ممكن من أجهزتها، ويبدو هذا واضحاً من سرعة إطلاق هاتف الآيفون 5 حول العالم والتركيز بداية على الأسواق الكبرى.
ونأمل أن تكون إدارة آبل تعلمت من أخطاء مايكروسوفت في تاريخها السابق، وإلا فإنها ستجد نفسها على أنها الشركة المحتكرة و يتم التعامل معها من خلال أروقة المحاكم و قوانين منع الإحتكار.
ما التالي؟
حسناً فإن آبل لديها بعض المشاكل حالياً، بداية من مشكلة الخرائط وكيف تعاملت معها، ثم إلى حالة القلق في الشركة من الرسائل التي تبثها إلى العالم من خلال مراقبة جودة منتجاتها قد يؤدي ذلك إلى هرب بعض المستهلكين الذين كانوا يتصفون بالولاء العالي للشركة أو على الأقل يؤجلون شراء منتجات آبل، أسوة بزبائن مايكروسوفت الذين أصبحوا يشترون انظمة التشغيل بعد إصدار حزمة التحديثات الأولى على الأقل لكثرة التعديلات فيها لاسيما ويندوز فيستا و ويندوز 7, وبعدها يجب أن تقلق آبل من ظهورها بمظهر الشركة المحتكرة وهو ما يشبهها بمايكروسوفت تماماً.
مشكلة آبل مع الخرائط أن الطرف الثالث المقدم للخدمة يحد من خيارات الشركة بالتعامل مع منتج الخرائط، نعم إنها قادرة على دفع مبالغ طائلة لشراء شركة خرائط ممتازة ( كما حصل مع Tom-Tom أو نوكيا )، لكن إن أقدمت آبل على مثل هذه الخطوة فإنها ستعطي إشارة سلبية للسوق أيضاً حيث أنها غير قادرة على الإبتكار في هذا المجال بل شراء شيء جاهز. وبالتالي كل هذا يضغط على آبل لإصلاح مشاكلها لوحدها أو من خلال الإستحواذ وشراء شركات صغيرة وتقنيات وبراءات اختراع تساعدها في العمل على إصلاح تلك المشاكل.
لطالما كانت آبل معروفة بإهتمامها بكل التفاصيل لكن هناك اليوم العديد من المؤشرات التي تدل على أن آبل بدأت تخفف أو تضع جانباً تلك التفاصيل.
كان إهتمام وإنتباه ستيف جوبز المفرط للتفاصيل يوجه الشركة بالكامل، بدءاً من الإعلانات إلى نظام التشغيل إلى طريقة تصميم و دعم منتجاتها، كل ذلك كان كنز آبل وحان الوقت لإيجاد طريقة للعودة إلى نموذج عمل ستيف جوبز للحفاظ على آبل متماسكة في السوق كما عرفناها جميعاً.
ما يجب على تيم كوك المدير التنفيذي الحالي أن يفعله هو توازن تركيزه بين الجزئين العتادي و البرمجي، حيث أن آبل تملك سلسلة توريد قوية جداً وتتحكم تماماً بتدفق المواد الأولية والمصانع في الصين و إيصال المنتجات بالكميات والمواعيد المناسبة بالرغم من الطلب الهائل إلى الأسواق العالمية، تحتاج آبل لمثل هذه القوة بالضبط والسيطرة أيضاً أن تكون على القسم البرمجي كنظام التشغيل.
إن ما فهمه ستيف جوبز جيداً هو أن العتاد و البرمجيات تعمل معاً لإيصال شركة آبل إلى قيادة سوقها وتقديم منتجات رائعة تبعد كل المنافسين. وهذا ما تحتاجه آبل اليوم.
مشكور استاد محمد حبش انت انشط واحد في الموقع هاته الفترة
صراحة مادا تفضل الابل او الاندرويد ؟؟؟
شكرا مسبقا
ستيف جوبز ,,,,,!!!
لاشك ان هذا الانسان صاحب رؤية ولكن ليس هو كل شيء
الظروف التي مرت بها الشركة في الفترة الماضية تختلف تماما عن الفترة الحالية
تيم كوك يواجة الكثير من الظغوط من قبل اصحاب الحصص في الشركة كما ان المعمعة القضائية والتي زجت بالعالم وليس بالشركة فقط الى نفق مظلم واصبحت احد الموات الدورية لمختلف الشركات ايضا هذا من من الظروف خاصة اذا ماعلمنا ان كوك كان من الرافضين لموضوع القضية ضد سامسونق
كثرة التبديل والانتقالات للمدراء مابين الشركات وسرقة العقول فيما بينها وليس الاختراعات او الابتكارات
الصناعات التقنية هي احد اشكال الحياة
فكما التقدم والتطور يزداد في فترات السلام لتاتي الحروب لتعيد المتسابقين الى بدايات السباق
كذالك التقنية فنحن في حالة حرب
ولا احد يعلم اين المستقبل
هل هو في التلفاز ام الايباد ام الشاشات المرنة ام العار ض الضؤئي ثلاثي الابعاد
عندما يدرك العالم اين هو المستقبل ستهداء هذة الحروب لتعيد مختلف الشركات اوراقها من جديد
وعندها ستكون هناك شركة ( قائدة ) للسوق __ (تؤله ) ___ من قبل العشاق
كانت (اي بي ام) وكان الجميع نكرة ثم ظهر (بيل قتس) وكان جويز نكرة ثم (ظهر جوبز) ومن ثم مات وسيظهر غيرة وهي سنة الحياة
كمهتمين بالتقنية أرجو الرجوع إلى ملف قضية أبل ومايكروسوفت في التسعينات. يا أخوة يا عرب متى سنفيق؟ القضية ليست تقليد ولا شيء القضية كلها أن الويندوز فيه أيقونات مشابهه لأيقونات الماكنتوش. يعني مثل حكاية شكل المربع في الآيباد، وفازت مايكروسوفت بالقضية لأن فيه اتفاقية تطوير بين مايكروسوفت وابل تسمح لها باستخدام الايقونات هذا كله تعقيب على مدخل الموضوع.