تاريخ انتهاء الهاتف الذكي
سأتحدث في هذه المقالة عن مصطلح شهير في التسويق وهو مخطط التقادم Planned Obsolescence .
وهو قرار يتخذه المصنعون في شركات المنتجات الاستهلاكية بحيث يجعلون من منتجاتها عديمة الفائدة او غير قابلة للتجديد خلال فترة زمنية معروفة. والهدف الرئيسي وراء هذا، هو التأكد من أن المستهلكين سوف يضطرون إلى شراء المنتج مرات متعددة، بدلا من مرة واحدة فقط. وهذا يحفز بشكل طبيعي الطلب على المنتجات الصناعية وذلك لجعل المستهلكين يحافظون على العودة للشراء مرارا وتكرارا. المنتجات تتراوح من منتجات غير مكلفة كالمصابيح الى متوسطة التكلفة كالهواتف الذكية، لباهظة الثمن كالسيارات والتي تخضع لمخطط التقادم من قبل المصنعين والمنتجين.
وللتوضيح اكثر لنرجع بالذاكرة الى الوراء قليلا عندما اصدرت شركة ابل الاي فون الجديد Iphone5 لقد كان الهاتف الجديد أطول، وأرق. لكن التغيير الأكثر أهمية، ان البرامج الجديدة التي تستطيع تحميلها على الجهاز الجديد، لا تسمح لك الشركة بتحميلها على الاصدارات القديمة كالاصدار الثاني والثالث للايفون وبالتالي يراودك شعور بعدم فعالية الاصدار الذي قمت بشرائه سابقا.
وهناك اختلاف اخر هو أن الهاتف الجديد يستخدم منفذ مختلف للكهرباء. اذا ماذا سيحدث لجميع ملحقات النماذج اي فون السابقة، ففي حالة عطب الشاحن كيف ستحصل على شاحن جديد وقد اوقفت الشركة تصنيع مثل هذه الشواحن وكنتيجة ان اي عطل في الشاحن سيسبب خسارة الجهاز لأنه وبعد فترة قليلة لن تجد الشواحن في الاسواق نهائيا.
هذا وبالإضافة الى الاجهزة التي تعمل على نظام الاندرويد فمثلا لو قمت بشراء الاصدار الاول لجهاز السامسونج جالاكسي اس فستجده يعمل على نظام قديم جدا وهو الاندرويد 2.1 وتستطيع ترقيته الى 2.3 ولكنك لا تستطيع ترقيته الى 4.1 لان الشركة لا تسمح لجهازك بان يعمل على اندرويد جلي بين. والسؤال هنا الا يمكن لشركة جوجل تصميم نظام يعمل على كافة الاجهزة سواء اكانت حديثة ام قديمة وايصال التحديث باستمرار لجميع الاجهزة؟ الاجابة هي ان بعقلية مثل عقلية جوجل فهذا ممكن.
ولكن من وجه نظر الربح والخسارة فهاذا مستحيل، لأنه لا داعي بعد الان لشراء الاجهزة الجديدة بما ان التحديثات سوف تصل المستهلك سواء اكان جهازه جديدا ام قديما. وبالتالي فان الخسائر التي سوف تتكبدها شركات تصنيع الهواتف ستكون كبيرة جدا. لذلك تحاول شركات تصنيع الهواتف الادعاء ان الاصدار الجديد يتميز عن الاصدار القديم بإضافة بعض التحديثات غير نظام التشغيل كوضوح الكاميرا وسرعة المعالجة والذاكرة الاكبر والشكل الجديد، لكي تعطي مبرر الشراء للمستهلك.
وفي احصائية مصدرها جوجل حول انتشار الهواتف الذكية.
نرى انتشارا واضحا للهواتف الذكية في جمهورية مصر والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بحيث تتفوق الامارات والسعودية على الولايات المتحدة الامريكية، فتخيل لو قام كل شخص بتجديد هاتفه الذكي كل عام، وحاول تخيل دخل الشركات السنوي من وراء تجديد الهواتف في الوطن العربي. فعلى فرض لو ان الهواتف القديمة تدعم برامج التشغيل الحديثة وقابلة للترقية لاكتفى كل شخص بهاتفه ولأكتفت الشركات بصناعة الملحقات. ولكن ركيزة الاقتصاد الحديث هو الاستهلاك.
ولكن هنالك وجه النظر المقابلة التي لا يمكن اهمالها والتي تدعي ان بفضل هذا المخطط تسعى الشركات الى التطوير بشكل دوري على منتجاتها، فأدى ذلك الى التقدم السريع في التكنولوجيا كما نراه اليوم. فلم يعد الوضع كالسابق حيث اصبح الدخول الى الانترنت والتصفح اكثر امتاعا. واصبح الوصول الى المعلومات ايسر واسلس من السابق كأحوال الطقس والتواقيت، واخبار اسواق تداول العملات والاسهم.
ان مخططات التقادم Planned Obsolescence هي امر واقع في الصناعات بدأت منذ أوائل القرن 20 على الأقل، عندما قام تجمع للشركات المصنعة لمصابيح الانارة بالتآمر للحد من مدة عمل المصابيح إلى 10،000 ساعة، وقيام منتجين اقمشة النايلون بالتعاقد مع الكيميائيين لتصميم أضعف الأقمشة، التي من شأنها أن تتمزق بسهولة وتتطلب المزيد من البدائل، وتوليد المزيد من المبيعات.
اهنيك على المقال الرائع
مايكروسوفت
متصفحات
مقالات
مواقع
مواقع عربية
موزيلا
انا الي مفكر الحاجه بركتها بتقل هههههههههه
مقال اكثر من رائع
لا أتفق معك في المقال على الأطلاق و أسمح لي بشرح وجهة نظري
بالنسبة ل تحديث نظام و لماذا الشركات لا تحدث هواتف السنة الماضية الى أحدث الأصدارات فهذا أمر متعلق بقدرة الهاتف على تشغيل النظام بسلاسة فمثلا أخي يملك جهاز آيفون 4 و تم تحديث نظامه الى الأصدار 6 و لكن الهاتف لا يعمل بسلاسة كما كان سابقا و أصبح ثقيل الحركة بشكل واضح
أما بالنسبة لتغيير مدخل الشحن في آيفون فالمدخل الجديد صغير و هذا ما يسمح للشركة من الأستفادة من المساحة لوضع تقنيات أخرى أو على الأقل لتصغير حجم الهاتف أنا أملك جهاز مصنع من شركة سوني في عام 2007 و مازال يعمل بشكل رائع كما لو أنه جديد و لكني أريد تغييره لأن شاشته لا تعمل بتقنية اللمس و لأنه ليس سريع و كاميرته 2 ميغا فقط و لأن ذاكرته 12 ميغا و لو أن شركة سوني كانت قادرة على صناعة هاتف أفضل منه في ذلك الوقت (2007) لقامت بذلك لكي تصبح في المرتبة الأولى من بين الشركات و تتفوق على الآخرين
في النهاية أقول الشركات ليس لها دخل في هذا الأمر ولكن المستهلك هو المسؤول الأول و الأخيرفمثلا والدي لا يريد تغيير هاتفه الضعيف الى هاتف حديث أبدا لأنه يريد هاتف للأتصال فقط بينما نحن يهمنا سرعة الهاتف و كاميرته و الكثير من الأمور و الشركات لا تجبرنا على شراء الحديث بل نحن نذهب بكامل إرادتنا و نقوم بشراء منتجات جديدة
مقال جميل جدًا ..
على سبيل المثال انا حاليًا امتلك جهاز HTC Desire HD
الجهاز ممتاز وفيه امكانيات جيدة ويستطيع تلبية متطلباتي
لكن الشركة توقفت عن دعم هالجهاز بحكم انه من عام 2010 يعتبر قديم بالنسبة للأجهزة الثانية
ولولا دعم منتدى المطورين XDA
والا كنت غيرت جهازي من زمان.
المقال رائع رائع وزكرني بلمصطلح ومثال الايفون كتيير وااضح بس للاسف هيك شركات بتنهبنا لما نضل مواكبين التطور السريع
thank you
شكرا علي المعلومات الطيبه
http://3arbmex.blogspot.com/
ترجمتك لـ Planned Obsolescence غير صحيحه