تصوير دون تدمير
في فترة مضت كنت أحاول نقل مجلة حاسوب عربية من الورق إلى صيغة رقمية وهي مجلة توقفت منذ سنوات طويلة لكنها في رأيي تستحق أن تعود بصيغة رقمية لأنها توثق جزء من تاريخ البرامج العربية، تواصلت مع رئيس تحريرها ووجدت أنه يوافقني على الفكرة لكنني لم أوضح له أنني لا أملك المجلة وهو ظن أنني أملك أعدادها، سوء تفاهم طبيعي قد يحدث في أي تواصل بين اثنين، المهم هنا أن طريقتي لنقل المجلة لصيغة رقمية تحتاج مني إلى تمزيق المجلة ووضعها على ماسح ضوئي، رئيس التحرير لديه أرشيف واحد فقط ولم يرغب في تدميره لنقله لصيغة رقمية ولا ألومه، توقف التواصل بيننا لكن الفكرة ما زالت موجودة وبدأت أبحث عن طريقة لتصوير صفحات المجلة دون تمزيقها.
في رأيي كثير من المحتويات الموجودة في وسائل الإعلام تحتاج لنقلها إلى صيغة رقمية قبل ضياعها، إنتاج قنوات التلفاز على اختلاف أنواعها، تسجيلات صوتية منوعة، آلاف وآلاف من الصور في الصحف ومؤسسات أخرى، الصحف نفسها والمجلات، كل هذا وغيره يحوي الكثير مما يستحق أن ينقل إلى صيغة رقمية ويؤرشف، وبعض هذه المواد مهدد بالضياع إلى الأبد لأنها لم تحفظ بشكل جيد.
ما فائدة ذلك؟ يمكن الحديث مطولاً للإجابة عن هذا السؤال لكن في الحقيقة الإجابة الأولى يجب أن تكون “لا أدري!” لأنه من الصعب تحديد فائدة أي شيء، ما تراه غير مفيد الآن قد يكون مادة للبحث بعد 50 أو 100 عام، هناك إجابات أخرى، فالأرشفة ستفيد الباحثين ومن يريد العودة إلى الماضي لدراسة الإعلام أو البحث عن أخبار وصور وصوتيات متعلقة بحدث ما أو فترة ما في أحد البلدان مثلاً، هناك فائدة لمن يحب العودة للماضي لتذكر أيام جميلة وهذا ما يفعله البعض عندما يضعون في يوتيوب مقاطع من التلفاز في الثمانينات، أشاهد هذه المقاطع بين حين وآخر لأتذكر زمناً كان فيه التلفاز يحوي قناة أو قناتين، واحدة تبدأ بثها في الصباح في الساعة التاسعة وتتوقف عند الساعة 12 منتصف الليل، الآن جنون القنوات يبث 24 ساعة وحتى قنوات الأطفال لا تتوقف.
بحثي عن ماسح ضوئي لا يمزق الكتب والمجلات أوصلني إلى منتجات شركة لكنها منتجات غالية، وجدت من يضع طرقاً لإنشاء ماسح ضوئي ويمكن فعل ذلك إن كانت لديك مهارة وصبر لقطع الأخشاب وتركيب الكاميرات والإضاءة وتجربة الآلة وتعديلها لتعطيك نتائج مقبولة.
ثم وجدت مؤخراً عدة جاهزة لإنشاء آلة ماسح ضوئي يمكن شرائها وتركيبها وهي DIY Book Scanner Kit، لكنها بسعر مرتفع والشحن سيكلف الكثير بلا شك وعند وصولها هناك ضريبة يجب أن تدفع ولا أنسى أن عليك شراء الكاميرات بنفسك كذلك، من ناحية أخرى العدة تعتمد فكرة البرامج الحرة والمصادر المفتوحة فهي تستخدم برامج حرة وتعتمد على كاميرات رخيصة وإن كان لديك صبر ومهارة يمكنك إنشائها بنفسك وهذا يعني تكلفة أقل بكثير.
منذ عرفت وجود مثل هذه العدة وفكرة أرشفة المجلة تعود مرة أخرى لتفرض نفسها، يمكنني الآن أرشفة المجلة دون تمزيقها وسيبقى الأصل كما هو في حين أن النسخة الرقمية يمكن أن توضع في أرشيف الإنترنت وستبقى هناك ما دام أرشيف الإنترنت يعمل، يمكنني من الآن تصور ما يمكن الكتابة عنه في ما يتعلق بشركات البرامج العربية وقد كانت كثيرة في التسعينات وقدمت برامج كثيرة لكن لم تجد حقها من التوثيق في الشبكة.
على أي حال، هذه فكرة أقدمها لأي شخص لديه اهتمام، ابحث عن مجلات وكتب وصحف قديمة ترى أنها تستحق أن توثق وانقلها إلى صيغة رقمية وإن استطعت أن تقدم أعلى دقة ففعل، المحتوى العربي في الشبكة موضوع يكثر الحديث عنه لكن حقيقة الموضوع لا يحتاج لمزيد من الكلام بل لأفعال ومما يمكن لأي شخص فعله هو نقل محتويات قديمة من وسائل أخرى إلى الشبكة.
السلام عليكم ورحمة الله
لعلك تحتاج لشخص درس إقتصاد المكتبات وأرشفة المخطوطات ومصادر المعلومات، وأيضا تحتاج برنامج OCR
هنا في الجزائر قام أحد الإخوة بتطوير سكانير أوتوماتيكي للسجلات والكتب أحسن من هذا، لكن مثلما تعلم البيروقراطية أفشلت المشروع
master scan from g play
بإمكانك شراء فارة السكنر أرخص بكثير لكن قد تكون أبطأ نوعا ما
http://lawyerist.com/lg-smart-scan-mouse-review/
جميله جدا الفكره …
اظن ان مدونتكم الوحيده التي اتابعها التي تهتم بالتقنيه فعلا !! ..
هناك الكثير من المجلات والكثير من الاشياء التي تحتاج لتوثيق رقمي قبل ضياعها ..
لكن هناك الوقت القليل الذي نملكه ويمنعنا من توثيقهن لتضيع الى الابد ..
ممكن عن طريق تطبيق hd scaner تصور المجلة وتعدل الصورة
ارى انها لاتستحق ان تؤرشف لا اتكلم عن كل الكتب والمجلات ولكن اتكلم عن الحاسب والتقنية العالم يبحث عن الجديد وانت تريد ارشفة الماضي الذي انقرض وانتهى ولم يعد يستخدم
ما أحتاجه أرشفة بدقة أعلى مما تقدمه الفأرة، هذه الفأرة تعجبني كثيراً ومناسبة للاستخدام الشخصي، للأرشفة سأحتاج لشيء بدقة أعلى
للأسف هذا ما حدث وسيحدث، وستضيع مصادر كثيرة ومفيدة، الأمر يحتاج لمزيد من التوعية
لكل شخص رأيه، أهتم بتاريخ الحاسوب والتقنية لأسباب كثيرة، منها أننا اليوم نكرر أفكار الماضي دون أن نعرف ذلك، منها أن نتعلم أصول أفكار اليوم، نقطة ثانية، هناك مجلات أمريكية وأوروبية قديمة ومتوفرة في الشبكة، وبرامج تلفاز من الثمانينات حول الحاسوب والتقنية ومتوفرة في الشبكة، كل هذه أصبحت مصادر للكتابة عن أفكار وتقنيات اليوم ومعرفة ماضيها.
هل من طريقة للوصول إلى فكرة الأخ عن السكانر الأوتوماتيكي؟
مثل ما قال المعلق الذي قبلي
Scan master من متجر جوجل
و يمكن لك ببساطة إنشاء ستوديو التصوير الخاص فيك لتوفير الإضاءة المناسبة