الأخبارالتقارير

تقرير مؤشر شبكة سيسكو المرئية عن حركة البيانات المتنقلة عالميا 2012-2017

مما لا شك فيه أننا نعيش في عالم لا يخلو فيه جهاز من تقنية الاتصال بالإنترنت، وتمثل فيه تكنولوجيا الإنترنت المتنقل حلقة وصل رئيسية بين المستخدمين والكم الهائل من المعلومات التي يسعون إلى الوصول إليها بشكل فوري.

من جهة مقابلة يطرح الانتشار الواسع لأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، إلى جانب إمكانية إستعمال التطبيقات والحاجة إلى الدخول إلى الإنترنت أثناء التنقل، تساؤلا كبيرا حول حجم البيانات المتنقلة التي يتم توليدها جراء الإعتماد الشبه كامل على الشبكة.

ولأجل أخذ صورة مقربة أكثر والوقوف على الحجم الحقيقي للبيانات المتنقلة في ظل التغيرات التي تحدثها أجهزة الإتصال، كان لابد من القيام بعملية إستعراض لنتائج وتوقعات مؤشر شبكة سيسكو المرئية لحركة البيانات المتنقلة (Cisco Visual Networking Index: Global Mobile Data Traffic Forecas) خلال الفترة 2012-2017، والذي يعطينا تحليلا دقيقا عن الموضوع وبشكل أكثر تفصيل.

يمكن تلخيص أهم نتائج تقرير سيسكو في النقاط التالية:

نظرة عامة عن عام 2012

سجلت حركة البيانات المتنقلة في عام 2012 وعلى الصعيد العالمي نموا كبيرا قدر بنسبة 70 في المئة، وتوزعت نسبة النمو بشكل جزئي على حسب كل منطقة من مناطق العالم.

أوروبا الغربية وعلى وجه الخصوص، سجلت تباطؤا محسوسا في حركة البيانات المتنقلة، ووصلت نسبة النمو إلى 44 في المئة والتي تبقى أقل بكثير من المتوسط ​​العالمي وأقل من مستوى التوقعات رغم كون أن هذه المنطقة تعتبر من بين أهم المناطق الإستراتيجية. وعلى العكس من هذا، فإن منطقة آسيا والمحيط الهادئ حققت أكبر المعدلات وذلك بنسبة نمو بـ 95 في المئة، لتقود بذلك هذه المنطقة النمو العالمي في حركة البيانات المتنقلة.

ويرجع التباطؤ المسجل في حركة البيانات المتنقلة في بعض المناطق لأسباب كثيرة، أهمها:

النقص الكبير على وجه الخصوص في عدد الإضافات في الإتصالات المتنقلة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة (laptop)، إذ تراجع عدد أجهزة الكمبيوتر المحمولة المتصلة مثلا في أوروبا من 33.8 مليون مع نهاية عام 2011 إلى 32.6 مليون في نهاية عام 2012. وتعتبر الإتصالات المتنقلة بشكل عام لأجهزة الكمبيوتر المحمولة مساهما رئيسيا وإلى حد بعيد في الحركة الإجمالية للإتصالات المتنقلة، كما يعتبر هذا التراجع عاملا مهما في التباطؤ المسجل بالإضافة إلى التوقعات وخصوصا على مستوى القارة الأوروبية.

تأثر أيضا اشتراكات المستخدمين في الشبكات الثابتة على الإتصالات المتنقلة بشكل مباشر وخصوصا من ناحية إستخدام الأنترنت، وبالرغم من أن أصحاب الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية يعتمدون وبشكل كبير على الإتصالات المتنقلة، إلا أن هذا الأمر لا يعتبر ذو أهمية كبيرة إذا علمنا أن شبكات الـwi-fi أصبحت هي الأخرى تحظى بالإنتشار الواسع.

حركة البيانات المتنقلة عالميا: من 2012 إلى 2017

من المتوقع عموما أن حجم حركة البيانات المتنقلة سينمو إلى حدود 11.2 إكسابايت (Exabytes) شهريا وذلك بحلول عام 2017، أي بزيادة قدرها 13 ضعف بالمقارنة مع 2012، وبمعدل نمو سنوي مقدر بـ66 بالمئة وهذا من 2012 إلى 2017.

ويظهر من خلال البيانات التالية أن منطقة آسيا والمحيط الهادي هي المنطقة الأولى في حركة البيانات المتنقلة سواء بالنسبة إلى ما تحقق في سنة 2012 أو بالنسبة إلى التوقعات للسنوات الخمس اللاحقة. وتعتبر هذه المنطقة من المناطق التنافسية الكبيرة كونها تحتوي على شريحة ديموغرافية مهمة بالإضافة إلى احتوائها على أسواق ناشئة مثل الصين والهند.

1

2

تنوع أجهزة الإتصال

إن الزيادة والتنوع الحاصل في عدد الأجهزة اللاسلكية التي تتيح إمكانية الإتصال بشبكات المحمول أحد أهم العناصر المساهمة في نمو حركة البيانات المتنقلة على الصعيد العالمي. وبحلول عام 2017، يتوقع أن يكون هناك 8.6 مليار جهاز محمول أو شخصي داعم لتقنية الإتصال المتنقلة (mobileready)، و 1.7 مليار جهاز من فئة آلة إلى آلة (M2M Machine To Machine)، من ضمنها على سبيل المثال أنظمة الـGPS المثبتة في السيارات، وأنظمة التتبع والملاحة المستخدمة في مجال النقل البحري وغيرها. أما إقليميا ستشكل كل من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية أسرع المناطق نموا في أجهزة الجوال والاتصالات وهذا بنسبة نمو سنوية تقدر بـ13 في المئة و 10 في المئة من 2012 حتى 2017 على التوالي.

من جانب آخر، فإن الهواتف غير الذكية تحظى بالنصيب الأكبر من بين جميع الأجهزة المحمولة المخصصة للاتصال، إلا أنه وبعد عام 2015 سيكون هناك تراجع في إستخدام هذه الأجهزة وكما هو موضح في الشكلين التالين.

3

4

زيادة في متوسط حركة البيانات لكل جهاز (Traffic / Device)

تظهر الأرقام خلال فترة التوقعات إلى زيادة تصاعدية في متوسط حركة البيانات بالنسبة لكل صنف من أصناف أجهزة الإتصال وكما يوضحه الجدول التالي

ملاحظة: متوسط الإستخدام مقاس بـ ميقابايت في الشهر(MB per Month).

5

محتوى الفيديو

يشكل محتوى الفيديو أو Mobile Video Content أعلى المعدلات مقارنة مع غيره من المحتويات التي يتم الوصول إليها من الشبكة، كما يتوقع أن ينمو هذا المحتوى بنسبة سنوية تقارب الـ75 في المئة من 2012 حتى عام 2017.

وسيكون محتوى الـMobile Video المسؤول الأول عن الزيادة الإجمالية في حجم الحركة للبيانات المتنقلة، ففي الوقت الذي قدر فيه وصول هذه الأخيرة لحجم 11.2 إكسابايت مع حلول عام 2017، فإن 7.4 إكسابايت منها (66.5 بالمئة) مترتبة عن محتويات الفيديو فقط.

6

من جهة أخرى، يمكن تصنيف العديد من تطبيقات الإنترنت بشكل عام وتطبيقات الفيديو بشكل خاص على أنها تطبيقات سحابية. ومع زيادة إستخدام هذه التطبيقات السحابية من طرف المستخدمين مثل Netflix، YouTube، Pandora بالإضافة إلى Spotify، فإن هذا الأمر يعطي صورة واضحة للنسبة التي ستشكلها التطبيقات السحابية والتي يتوقع لها أن تصل  مساهمتها إلى 84 في المئة من إجمالي حركة البيانات المتنقلة في عام 2017، مقارنة بـ74 في المئة في نهاية عام 2012 و كما يوضحه الشكل.

 8

زيادة في سرعة الإتصال لشبكات الموبايل

على الصعيد العالمي، كان متوسط ​​سرعة الاتصال لشبكة الهاتف المحمول في 2012 بحدود 526 كيلوبت في الثانية. غير أنه يتوقع أن تصل السرعة إلى متوسط 3.9 ميغابت في الثانية في عام 2017، وهذا تزامنا مع تحسن شبكات الجيل الثالث (3G) وزيادة إستخدام الهواتف الذكية والتي يتوقع أن يصل فيها متوسط سرعة الإتصال لوحدها لمستوى 6.5 ميغابت في الثانية في عام 2017.

يمكن أن ينظر أيضا إلى إختلاف متوسط سرعة الإتصال في شبكات الموبايل حسب درجة النمو في كل بلد أو منطقة وكل هذا موضح في الجدول التالي.

 9

المستقبل نحو شبكات الجيل الرابع  (4G)

يراهن الكثير على أن شبكات الجيل الرابع ستشكل وجه ومستقبل تقنية الإتصال المتنقلة، وهذا مع زيادة إستخدام تطبيقات الموبايل وحاجة مستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لوجود شبكات ذات نطاق عريض وتردد وسرعة أمثل.

من جهة أخرى، تعتمد عملية نشر شبكات الـ4G في العالم على إعتمادها أولا من طرف الشركات المزودة للخدمة ومساعدة الشركات المشغلة بالإضافة إلى إتاحة أدوات إتصال داعمة وتوافقة في اليد المستهلك. وهو الأمر الذي لم يتحقق بعد بالصورة الكاملة كون أن هذه التقنية لازالت تتسم بتكلفة تشغيل مرتفعة. وعلى العموم من بروز شبكات الجيل الرابع التي يتوقع لها أن تنمو من 60 مليون في 2012 إلى 992 مليون مع حول 2017، فإن عوامل أخرى كثيرة تبقي من شبكات الجيل الثالث قادرة على اكتساب أكبر الحصص وهذا من خلال ما يوضحه البيان التالي.

 10

الأندرويد وعلاقته بحركة البيانات المتنقلة

تظهر البيانات أن معدلات الإستهلاك للبيانات المتنقلة تتم بشكل كبير عبر الأجهزة التي تتشغل بنظام أندرويد أكثر منه من أي أنظمة أخرى بما فيها أجهزة أبل. ويعود السبب في هذا للحصة السوقية الكبيرة التي يستحوذ عليها نظام الأندرويد زيادة إلى التنوع الحاصل في أجهزة الإتصال التي تعتمد عليه كمنصة تشغيل.

ويوضح الشكل التالي أن معدل إستهلاك البيانات (ميغا بايت شهريا) للأندرويد هو أعلى وبنسبة  38 في المئة مقارنة بمنافسه نظام الـiOS من أبل.

11

نوع التطبيقات المساهمة في زيادة حركة البيانات المتنقلة

معيار آخر يمكن الإعتماد عليه أيضا للوقوف على الموضوع وأخذ فكرة عامة عن حركة البيانات المتنقلة، وهو تصنيف التطبيقات وفقا لنوعها ودرجة إستهلاكها للبيانات.

باستثناء تحديثات النظام، فإن تطبيقات تشغيل الفيديو عبر الشبكة أو إتصالات الفيديو (Video/Communications) مثل: YouTube،Hulu،Netflix، تتحل المرتبة الأولى كأكثر التطبيقات إستهلاكا للبيانات سواء على الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، بينما تأتي ثانيا في معدلات الإستهلاك تطبيقات المعلومات مثل: Google Maps ،PulseNews ،Wall Street Journal. وبطبيعة الحال لا يمكن إستثناء الشبكات الإجتماعية التي تأتي في المرتية الثالثة كما يوضحه الجدول التالي.

 12

خاتمة

يمكن التأكيد على أن خدمات البيانات المتنقلة بشكل عام في طريقها لتصبح أحد الضروريات لكثير من مستخدمي أو مشغلي الشبكة. وتبرز هذه الأهمية مع اعتبار أن وجودها يعتبر قاعدة أساسية في الكثير من المجالات التي لا يمكن حصرها على غرار الحوسبة السحابية (Cloud computing) وخدمات التخزين السحابي، بالإضافة إلى خدمات تشغيل الفيديو عبر الشبكة أو حتى خدمات التلفزيون وألعاب أون لاين وغيرها من الأشياء التي أصبحت اليوم جزءا أساسيا من حياة ونشاطات المستهلكين.

من جهة أخرى تبرز حتمية وجود شفافية أكثر ومرونة أكبر نحو إعتماد التقنيات الحديثة للبيانات المتنقلة وتوحيد مسار الطلب عليها وإشراك المستهلكين فيها دون استثناء.

التقرير (pdf)

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى