أقضي على طموحك المهني .. الوظيفة الدائمة
الوظيفة الدائمة ، تطنب الكثير من الأسماع ، وقد يظن البعض أنها ملاذ الامان أو ما أسميه شخصيا بالهدم التدريجي في بعض الاحيان ، فيتشجع الكثير من الشباب باحثا نحو الاستقرار والامان ، ويعتقد أنها هدف الحياة حيث ستودي به إلى الإستقرار والأمان وسيحافظ فيها على رشاقته الفنية وقدراته العملية التي كان يتعلمها في الجامعه أو مارسها في مؤسسات
وغالبا ما يميل في ذلك إلى أنه سيعمل ساعات كثيرة خارج أوقات الدوام الفعلي ، وعندما يوفق إلى العمل يبدأ مفعما بالحيوية وبالإرادة وفي الوقت ذاته يبدأ العد التنازلي ، فتبدأ البيئة بالتأثير تدريجيا على المستوى الفني ويقضي يوميا ما بين 6 إلى 8 ساعات “روتينية” حتى يحاصر الفكر المنطلق ويصبح عقلا بدينا يعمل طوال تلك الفترة بمعدل إنتاجي قد يصل عند البعض لدقائق !
فالعقل هو مثل الجسم تماما يحتاج إلى التدريب حتى يكون سليم ورياضي ، قد يلومني البعض في ذلك نظرا لأنه يعمل طوال الفترة المطلوبة وهذا صحيح .. هناك من يعمل لساعات طويلة ولكن يميل في عمله إلى التكرار ولا وجود لعقلية تطوير كبيرة أو حلول لمشاكل كبيرة تساعده في تكوين الخبرة وقدرة على حل المشاكل
وهذا لا يمنع أن ينجو من ذلك البعض بسبب عقلية إدارية تعطيه صلاحيات الإبداع ، أو نمط عملي خاص مختلف عن طبيعة الوظيفة الدائمة
الخوف ، ثم الخوف ، ثم الخوف
والحقيقة في ذلك أن الخوف والثواب هو أكثر الأشياء التي تحفز الإنسان إلى تسخير كل الطاقات الممكنة لتطوير امكانياته ونجاحه ، فالطالب النجيب يمكن أن يبذل كل الجهد حتى يحصل على أعلى درجات بسبب خوفه من فقد الثواب والمرتبة والنجاح وإن أفضل العباد هو من خاف دائما من حقيقة الوعد الأخر ، وأفضل من عمل كان يخاف نهايته قبل أن يبني أمجاده.
وقد ذكر ستيف جوبز أن أكثر ما كان يحفزه على العمل ، هو خوفه من أن يكون اليوم الذي يعيشه ، هو اخر يوم في حياته .. لذلك كان يقدم الأفضل حتى نهاية حياته
كما أن هناك عبارات تحفيزية داخل مباني شركة الفيس بوك تقول ” لماذا نعمل إذا كنا لا نخاف !”
أخاطب الريادين
نعم فهناك من يسعد بحياته بهذا الأسلوب ، وليس معنى ذلك أنهم فاشلون ولكنهم إرتئوا في حياتهم الطموح إلى هذا الحد ، أو أجبرتهم قلة الخيارات على ذلك ، أخاطب الريادين والباحثين عن تطوير الذات وتقوية مهاراتهم ، وتنمية طموحهم ، فعليهم عدم التطلع دائما إلى أن هذه الوظيفة ستكون أفضل الفرص.
كيف يمكننا التغيير ؟
المؤسسات
إبتكار حلول إدارية بارعة تمنع نظام العمل بالأمان الوظيفي وتعطي دائما فرصة للجميع للمنافسة وامكانية لفقد العمل في حال كان التقييم الإنتاجي سيء جدا في مدة الكافية ودون نتيجة ، وعدم جعل الأمر يقتصر على فئة من الناس تبقى إلى أبد الحياة كما أن وجود التحفيزات والثواب المادي والمعنوي يعمل على تطوير الكادر إلى درجة كبيرة و الإعتماد على أنظمة معلوماتية في إدارة التقييم والجهد وإصدار التقارير الرقمية التي تساعد إلى إضفاء دقة كبيرة ومعرفة الخلل بشكل مباشر وشفافية
المدير \ المسؤول
تحفيز الفريق وتطويره شيء رئيس ومحاولة فرض السياسة حتى لو كانت المؤسسة لا تساعد في ذلك ، فعليك بالتعامل مع الفريق بشكل خاص جدا ومحاولة تطويرهم دائما ، كما أن جعل الفريق كآلات تعمل لتنتج ليس دائما الحل المثالي لزيادة الانتاج ، لذلك إعطاء حيز وصلاحيات بمقادير يعمل على تعزيز عنصر الإبداع الذي قد يوفر الكثير من الوقت ويضيف التميز إلى الأداء ويحفز ذاتيا على العمل ، وعليك أن تعمل أن نجاحك كمسؤول يأتي من نجاح من هم حولك !
الفرد
إذا كنت مخيرا ، فلا تنجذب دائما إلى الوظيفة المريحة ، أما إن كنت تعمل في بيئة مشابهة من الصعب جدا التكيف داخل تلك المؤسسات في بيئة العمل التي تؤمن بأن العمل وعدم العمل سيان ، ولكن وجودك لابد أن يكون له قيمة كبيرة حتى لو لم تتوافق المؤسسة والمسؤول على نفس المبدأ فخلق الحوافز الذاتية ليس بالأمر السهل ولكنه ممكن ، حرصك على التطوير لابد أن يؤتي ثماره في مؤسستك أو عند ريادتك أو عملك في أي مكان كن مؤسسة ولا تكن موظفا
لي تعليق صغير ، الخوف من فقدان الوظيفة هو سيف ذو حدين ممكن انه ينتج له نتائج سلبية بدلا من التحفييز للعمل والانتاج اكثر ، لذلك يجب عليك كأداري او صاحب عمل توخي الحذر عند التخويف بفقدان العمل ، لا تنسى انك تستثمر في الموظفين واذا فقدت موظف تكون فقدت استثمار بهذا الموظف ، الالتجاء الى هذه الخطوة تكون اخر خطوة من خطوات التحفيز .
شكرا لك على المقالة الرائعة تقبل تحياتي .
حقا المقالة تنم عن خبرة وتفكير جيد وننتظر منه المزيد
أخي معز أشكر مرورك , وتوضيحك لنقطة ربما غابت عن كثير في القراءة , الحقيقه أن الخوف لم أقصد به فقدان الوظيفة وإنما أنواعه المختلفة فعلى حسب مكانة الوظيفة يكون النظر في الأمر ..فمن ذلك الخوف في عدم نيل الثواب , أو الخوف من فشل المشروع .. إلخ, أما الوظائف الدائمة فهيه وظائف يركن فيها الأغلب إلى أنها الراحه ومتدرجه بسلم يرتقي الأقدم فيه إلى الأعلى , فلا وجود لأي مخاوف وهذا ما قصدته , تحياتي لك
أشكرك على مرورك