إقتصاد الإنترنت وتأثيره على إقتصادات الدول – (1)
في السنوات الخمس المقبلة سيتغير ويتنامى الإنترنت بصورة أكبر من التغييرات الهائلة التي شهدناها له في الخمس وعشرين سنة الماضية. سيزداد عدد مستخدمي الإنترنت بمعدلات كبيرة (خصوصاً في الدول النامية) وسيزداد عدد مستخدمي الهواتف الذكية بالإضافة إلى ازدياد مستخدمي مختلف الأجهزة الحديثة مع مرور الأيام. التغيّرات والتحوُّلات الكبيرة التي تحدث للإنترنت في وقتنا الراهن لا تملك إلا أن تُشير لحجم الإمكانيات الهائلة التي ستُثري العالم وتكتسحه بصورة أكبر مما كانت عليه.
منذ اليوم الأول لتسجيل أول دومين لموقع إنترنت عام 1985م ولم يتوقف الإنترنت فيه عن النمو رغم مروره بعدة أزمات كساد، وحالة (شبه إنهيار) ولكنه لم يتوانى عن زيادة معدلات استخدامه وحجمه ومقدار وصوله وتأثيره الكبير. أصبح الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية ويعتبر بالنسبة لنا لا غنى عنه.
الحديث أعلاه سيداتي سادتي صَدَر من مجموعة بوسطن للإستشارات – The Boston Consultancy Group في البحث الذي تم نشره في التاسع عشر من مارس الماضي حول ما أسمته بـ “إقتصاد الإنترنت وتأثيره على إقتصادات دول مجموعة العشرين G-20” .
يحمل بحث مجموعة بوسطن للإستشارات في طيّاته دراسات وأرقام وإحصائيات مختلفة وزخمة لاقتصادات الدول العشرين, بالإضافة إلى دول الإتحاد الأوروبي بما فيها نظرتهم للإقتصاد العالمي ككل ومدى تأثير الإنترنت على دفع عجلة نمو الإقتصاد سواء كان ذلك بتأثير مباشر أو تأثيرات غير مباشرة.
برأيي أننا نعيش الآن فترة انتقالية عالمية للعصر الرقمي، ونهضة تنموية إقتصادية من نوعٍ مختلف لم نشهدها منذ الثورة الصناعية التي تحدث عنها البحث مُشيراً إلى أنه سيصعب علينا تجاهل ما تحمله ثورة الإنترنت من جلب قِيَم مضافة جديدة وثروات للناس بشكل أوسع مما قدمته لهم أي تنمية إقتصادية منذ (الثورة الصناعية).
“اقتصاد الإنترنت” العالمي كما وردت تسميته في دراسات المجموعة سيساهم بأكثر من 4.2 ترليون دولار في الناتج المحلي لدول مجموعة العشرين G-20 بحلول العام 2016م! يقول داڤيد دين الشريك في مجموعة بوسطن للإستشارات وأحد كُتّاب هذا البحث أنه “لو اعتبرنا اقتصاد الإنترنت العالمي بمجمله بمثابة اقتصاد دولةٍ ما، فإن ذلك سيشير إلى أنها الدولة الخامسة عالمياً خلف إقتصادات أمريكا والصين والهند واليابان فقط. أي أنه سيضع اقتصاد دولة (صناعيّة ضخمة) مثل ألمانيا خلفه في الترتيب.“
استهلَّ داڤيد دين حديثه بإشارته إلى إقتصاد الإنترنت وتأثيره على الناتج المحلي (GDP) لإقتصادات الدول، ويعرض لنا قصة من قلائل القصص العالمية للنمو الإقتصادي (غير المقيّد) التي يمكن أن نراها في وقتنا هذا.
*الوضع الراهن لإقتصاد الإنترنت حالياً وتأثيره على مجموعة دول العشرين يشير إلى أنه في عام 2010م قد وصل نموه إلى 2.3 ترليون دولار دافعاً لعجلة النمو الإقتصادي وصانعاً كبيراً لفُرص العمل في مختلف دول العالم.
(تأثير الإنترنت في نمو الناتج المحلي لدول مجموعة العشرين)
في عام 2010م كان تأثير قطاع الإنترنت على بريطانيا هو الأكبر في العالم حيث مثّل حوالي 8.3% من الناتج المحلي يتبعه في ذلك تمثيله لـ7.3% من الناتج المحلي لكوريا الجنوبية، و5.5% من الناتج المحلي في الصين ـ حيث مثل الإنترنت الصناعة السادسة الأبرز في كوريا الجنوبية والصين – بينما يأتي بعد ذلك الإقتصاد الأمريكي والذي يُشير إلى أن الإنترنت ساهم بحوالي 4.7% من الناتج المحلي.
النمو الهائل في المعدلات بالإنترنت وإستخداماته المختلفة والذي حسب ما ورد في بحوث مجموعة بوسطن للإستشارات يُشير إلى أن أبرز العوامل المساعدة لهذا النمو هي ازدياد أعداد المستخدمين وتوسع إمكانية الوصول والإتصال الأسرع بشبكة الإنترنت خصوصا في الدول النامية التي تُعوّل كثيراً على إستثماراتها الكبيرة في دعم البنيات التحتية (الإتصالات السعودية في المملكة كمثال) يأتي أيضا بعد ذلك عامل ازدياد استخدام الأجهزة الذكية مثل الأجهزة اللوحية بالإضافة للهواتف الذكية وتسهيلها لزيادة شهرة وفاعلية الإعلام الإجتماعي وزيادة تأثيره خصوصاً لدى مستخدمي الإنترنت في الدول النامية (حسب البحث فإن أغلب هولاء المستخدمين الجدد أصبحوا يتّجهون إلى منصات التواصل الإجتماعي مباشرة “Straight to social”)
*المملكة وتأثير الإنترنت على الإقتصاد كمثال لإحدى دول مجموعة العشرين وأسباب نجاح بريطانيا كأكثر الدول استفادة من الإنترنت سأذكرها في جزء ثاني ان شاء الله.
*المصدر: http://www.bcg.com/
مقال جميل جداً الإنترنت الآن فرصة لنا كعرب لنتحرك فيه فلا فرق بين أي مواطن فالتقنيات نفسها موجودة لدى الجميع سواء الهندي او الياباني أو الأمريكي .. الأهم هو تحريك العقل والإستفادة من هذا الثروة الهائلة لصالحنا ونكون منتجين فيها لا مستهلكين لها كما نحن في العديد من الامور -الصناعية والزراعية مثلاً -.
شكرا بارك الله فيك
Now i’m uncertain precisely why but this particular website is running very slowly for me personally. Is someone else having this particular trouble or even could it be a difficulty on my personal computer? I am going to verify it at a later time and then judge if your situation still is present.
اقتصاد مبني على غوغل بالاساس
على أي اساس تم اخذ النسب ؟