مقالات

مبادرة الأيباد لكل طالب لم تنجح

05tablet-2-articleLarge

كنت أقوم بترتيب ملفات جهاز الحاسب لدي ووقعت فجأة على ملف أسميته (مبادرة الأيباد) و كنت قد قدمته كمبادرة لدعم التعليم الإليكتروني بجامعتي مع إثنين من الأعزاء . عموما كانت فكرتي ببساطة أن يتمكن كل طالب من الحصول على جهاز أيباد مقابل خصم أكاديمي و هو ما توفره أبل (يمكن الإطلاع بالضغط هنا ) و أيضا بنظام التقسيط لكل طالب و هو ما توفره عادة عمادات القبول و التسجيل، لنبدأ بما يجعل المبادرة مستحيلة التنفيذ

السعر الإجمالي على الجامعة لو فكر المسؤول أن تتكفل الجامعة بحيث يحصل عليه كل طالب مجانا و عددهم حاليا يقارب 53 ألف طالب هو 104مليون ريال (حسب السعر المبدئي الأكاديمي من أبل ) ربما يتهمني أحدكم بالجنون هنا و يقرر إنهاء قراءة المقالة

لكن من أراد أن يكمل القراءة دعوني أحلل الأمور قليلا ، المسؤول بالجامعة لديه خياران

الأول : أن يكون الحصول على الجهاز إختياريا لكل طالب و عليه لا تتكفل الجامعة بأي تكاليف و تقتصر المهمة عليه في الحصول على أقل سعر للطالب  او ما نعلمه تعارفا , مناقصة

الثاني : ان تعتمده الجامعة لكل طالب بمجرد دخوله للجامعة و عليه لا بد أن تدعم المبادرة ماديا لكل الطلاب و يحصل الطلاب على الجهاز بسعر أقل من 1870 ريال , السعر المبدئي من أبل

حسب الخيار الأول: الطالب يحصل على الجهاز إختيارايا و بقسط شهري 39 ريال شهريا لمدة 4 سنوات هي مدة دراسته

و حسب الخيار الثاني :الطالب يحصل على الجهاز للمدة ذاتها لو قدمت الجامعة دعما إضافيا للمبادرة ( بدفع 50% مثلا من قيمة الجهاز ) و عليه تصبح التكلفة على الطالب 19 ريال

السؤال هنا لماذا يفكر المسؤول بدفع مبلغ في خانة عشرات الملايين ليقدم جهازا مجانيا ، إذا لنحسب التكاليف الجامعية التي من الممكن للأجهزة المتنقلة كالأيباد ان تخفضها

التكاليف المادية :

المعامل

أنشئت الجامعة أكثر من 19 معمل (من موقع عمادة التعلم الإليكروني) فلو اعتبرنا تكلفة المعمل الواحد  250000 ريال فنحن نتحدث عن 5 ملايين ريال تقريبا و هي تخدم تقريبا بالساعة 1900 طالب و عليه  لا ننسى تكلفة الصيانة و التشغيل

قواعد المعلومات

تشترك الجامعة في قواعد إليكترونية تكلف سنويا ما يتجاوز 25 مليون ريال ( غير مستخدمة لدى كثير من الطلاب ) بحصول كل طالب على جهاز متنقل يستطيع إلغاء فكرة المكتبات المركزية و مراكز الطلاب لأنها ستمكن الطلاب من الوصول للقواعد الإليكترونية للجميع دون تحديد مكان أو زمان ، و هذا يعني تقريبا توفير ما يتجاوز 10 مليون ريال.

أيضا هناك نقاط ستتغير مع استخدام هكذا مبادرة , مثلا :

  • التواصل , في حال كان هناك جهاز مع كل طالب سيصبح التواصل بين الطلاب وأعضاء الجامعة أكاديميا و أداريا سهلا جدا
  • ستصبح هذه الأجهزة قاعدة يسهل على عمادة التعلم الإلكتروني البناء عليها كتطوير تطبيقات مخصصة لتفعيل التعلم الإليكتروني
  • سيتمكن الطالب من الحصول على جهاز يساعده في البحث العلمي ( الأن الأجهزة المتنقلة ) يمكن أن تعمل على بدائل مناسبة للباحثين الميدانين
  • انشاء مبدا المؤتمرات الإليكترونية
  • إدخال التعليم التفاعلي و كمثال أكبر كما رأينا توجه أبل في مؤتمرها الأخير حول التعليم
  • و لا ننسى تواجد كثير من التطبيقات التي ستضمن تكامل مثل هذه الأجهزة مع ما هو متواجد بالجامعة كالسبورات الذكية , الإعلانات الجامعية ,

برأيي الخيار الأول هو الأنسب و هو أن يدفع الطالب إذا أراد الأجهزة ، الإدارة بالجامعة لم تعجبها الفكرة وذهبت مع خيار ثالث

و أترك لكم مشاهدة الخيار . بالرابط ادناه

http://elearning.kku.edu.sa/node/1243

ربما لازالت الإدارات الجامعية ترى التقنية ( نوع من الترفيه ) و نحن الشباب نراها (ضرورة) و بين الضرورة و الترفيه تختلف الآراء , فما هو رأيكم أعزائنا القراء ؟

مقالات ذات صلة

‫20 تعليقات

  1. الطالب في المدرسة يكلف الدولة ٢٥٠٠٠ سنويا من كتب و معامل حاسب ( مصدية )
    ٢٠٠٠ ريال + تطبيق مثل textbook لجميع المناهج وانتهينا
    *قد يكون الأمر صعب في البداية لكن سيصبح امر اعتيادي في السنوات التي تلي تطبيق هذا النظام

    لكن مادام هناك فساد لن ترا ايباد و لا حتى ( كيبورد ازراره كامله )

  2. تصرف المليارات سنوياً على الجامعات ، السؤال أين تذهب تلك المليارات ولم نشاهد اي تطور ؟ مجرد قص الشريط و الترزز بصور لمشاريع التطوير على موقع الجامعة بدون اي تطبيق ! ، كل شيء ناجح خارج هذه الحدود غير ناجح داخلها سلم لي على التعليم العالي واطلب لي اثنين فلافل

  3. الأمر في غاية الصعوبه والخزعبلات عند المسئول العجوز فاقد العطاء وروح المبادره
    لن نفلح الا بادارة الشباب فهم يمتلكون همه عاليه ومجازفه تقودها فطرة الحياه

  4. ابشرك راح يوافقوا ولكن بعد ما تعتمد كل دول العالم هذه المبادرة بما فيها دولة بنجلاديش العظمى… تعرف احنا اذا لم ناتي في آخر الصف لا نكون سعوديين

  5. السلام عليكم

    والله انا كان عندي نفس هالأفكار خصوصا بعد مؤتمر الأخير الخاص بالتعليم .
    انا لم أبدأ المحاولة مع الجامعة و لكنني اعتقد ان الأمور التي يوجد بها دفع يصبح الأمر صعب على الجامعة ( مع العلم انها غير ربحية ) و لكنني ارجو ان يوفقني الله .
    لو نجحت هذه الأفكار في الجامعات العربية سيشعر الشخص بأنه في مجتمع مواكب للتكنلوجيا و مرن مع التطورات .

    إن شاء الله إذا نجحت في هذه الفكرة فإني سأكتبها و بعثها لك :)

  6. انا من الامارات ويتم توزيع ماك بوك برو مجاني لكل طالب من بداية الصف التاسع ويتم استخدامه في الحصص وانهاء الواجبات بالمنزل وارسالها بالبريد الى المعلم الخ…

    والبرنامج يدخل من ضمن برنامج آبل للتعليم واحد لواحد

    لكن للأسف لا يشمل جميع طلاب الدولة وهو مخصص لثانوية التكنلوجيا التطبيقية (نطام الثانوية الحديث بالدولة)

    http://www.iat.ac.ae

  7. صدقني مبلغ 104 مليون بالنسبة لميزانية الجامعات ليس كثيرا
    الكتب التقليدية تكلف أكثر من هذا المبلغ ولن تحتاج لألغاء أي شي ماعدا الكتب

    لكن السؤال المهم جدا
    هل تستطيع شركة أبل توفير هذا العدد المهول من الأيباد لكل جامعه؟؟
    الجواب هو : بكل تأكيد لا فالشركة باعت خلال 3 أرباع السنة 20 مليون جهاز حول العالم فمن غير المنطقي أن توفر الشركة 53 ألف جهاز لجامعه واحدة

    لذلك أعتقد أن مشاركة الحصة مع باقي الشركات هو الحل المنطقي

  8. فكره رائعه وجميله وللأسف ذهبت ادراج ارياح ، متى نفيق من ظلمات التعقيد وعشوائية التخطيط والتنفيذ ، انا برأي المتواضع اقول ان اهم نقطه من يمكن الاستفاده منها من التعلم الالكتروني هي جعل التعلم ممتع للغاية وجاذبا للطالب ومحفزا للدراسة ، ارجو ان تنجح المبادرة في اماكن اخرى وشرف التجربه يكفيك.
    شكرا

  9. فكرة رائعة جداً ومقال اروع ..
    لا زلت انتظر جامعة تقوم بهذا العمل ولكن لن نجد في بلداننا العربية مع الأسف رغم ان الفكرة ليست بالمستحيلة أبداً !

    لكن لا يزالت تفكير “العصر الحجري” والعقليات “القديمة” سائدة على بعض المسئولين الكبار ان لم يكن غالبيتهم !

    لا اعرف لكن بجد نحن نريد أن نشاهد هكذا تطور لدى جامعاتنا !

    شكراً لك .

  10. تحليل وخيارات جميلة وسهلة ولكن كما قال الشاعر :
    أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ‎:-D‎

  11. بصراحة في المستقبل لا بد من التعليم الالكتروني و بلا شك سيصبح عاجلا أم آجلا ضرورة ملحة للتعليم لأنه يسهل جدا جدا على الداؤسين و يوفر لهم الوقت و الجهد الكثير .
    و سيدرك المسؤولون ذلك عما قريب !!
    مدونة Ahmed Adm

  12. الطلاب في الجامعات السعودية عامة غير مستعدين بعد لهذا النوع من التغير..
    كل خوفي أن يساء إستخدام هذه التقنية كما يحدث لكل التقنيات الجديدة التي تدخل على المجتمع بدأً من كاميرات الجوالات و البلوتوث و مرورا على البلاك بيري وغيرها الكثير والكثير من ااتقنيات التي لم نحسن إستغلالها…

    الزبدة: أخاف الآي باد يصبح مجرد جهاز لعب متنقل…وأنا طالب جامعي وهذا ما رأيته من الطلاب من حولي في الجامعة…

  13. موضوع جيد ..

    قمت بعمل تقرير كامل عن الكتب الإلكترونية لإستخدامها كبديلة للكتب التقليدية ..

    في التقرير قمت بإدراج إحصائيات قمت بها لمجموعة من الطلاب في جامعتي في كندا .. و بعد أن انتهيت من جمع الأوراق و قمت بتشغيل برنامج الإكسل بدأت ملامح وجهي تتغير نحو الإحباط .. فلقد كان في اعتقادي أن الطلاب في دول مُتقدمة و صناعية و مُتطورة و التكنلوجيا تخرج منها أو من دولة التقدم التكنلوجي المجاورة التي تفصل بينها و بين كندا حدود وهمية و كابينة جمارك .. أن التكنلوجيا هي الشغل الشاغل و هم الطلاب في هذه الدول ..

    لكن اتضح لي بأن الشعب يُفضل الكتاب المطبوع على الكتاب الإلكتروني بكل ما يُقدمه من روعة في التصميم و من إضافات كثيرة يتفقر إليها الكتاب المطبوع .. بل و هو أرخص بكثير من الكتاب المطبوع .. حيث قمت بعمل إحصائية لثمان كتب لتخصص الكمبيوتر ساينس .. و قمستها على سمسترين أي 4 كورسات في السمستر كحد أدنى .. و اتضح لي بأن الكتب المطبوعة الجديدة تستهلك خلال سنة ما يزيد عن الألف دولار كندي بينما الكتب المطبوعة المُستعملة تقل عن الألف و لكنها أكثر ب 300 دولار كندي عن الكتب الإلكترونية .. من ناحية المجموع الكلي للسنة الواحدة .. كمُعدل يصرفه الطالب .. حيث أن مُعدل سعر الكتب الإلكترونية مُقارنة بمُعدل سعر الكتب المطبوعة الجديدة = نصف القيمة السنوية تقريبا كمُعدل ..

    و بالرغم من امتلاك أكثر الطلاب بالنسبة الساحقة في الجامعات على أجهزة لاب توب و أحيانا لاب توب و آي باد و أيضا E-books readers .. إلا أن الكتاب المطبوع كان الرقم واحد من ناحية التفضيل في الإحصائية ..

    عندما قمت بمُناقشة هذا الموضوع مع أحد المُدرسين لمادة الحاسب في السعودية .. اتضح لي بأن السعر سيكون خياليا لو تم تنفيذه على كل المراحل للبنات و البنين .. فالجهاز الواحد يحتاج إلى مبلغ و صيانته أيضا تحتاج إلى مبلغ آخر .. نعم الوزارة ستختصر سعر طباعة الكتب المطبوعة .. بكتاب واحد إلكتروني .. يتم التعديل عليه و إعادة إرساله للسوق ليتمكن الطلاب من التحميل .. و لكن يظل السعر كبير جدا جدا جدا ..

    كان اقتراحي أو كانت فكرتي هي بتطبيق هذا الأمر على مراحل الإبتدائية فقط حيث سيحمل طلاب مرحلة الإبتدائي الآي باد معهم للمراحل المُتقدمة في أفضل الأحوال .. مع وجود صيانة تُغطي المشاكل التي قد تطرأ ..

    الموضوع يحتاج إلى وجود أرقام حقيقية و ليس فقط افتراضية من أجل دراسته من جوانبه المُختلفة .. و لكن الفكرة لو كان بالإمكان تطبيقها و لو على مراحل ستكون طفرة في فن التعليم و كيفيته ..

    تحياتي

  14. والله يا اخى لن يطبق هذا النظام فى الدول العربية الا بسقوط الانظمة كاملة ويسقط كل من روؤساء الدول ووزراء التربية والتعليم وورؤساء الجامعات ومديرى المدارس وتعين منظومة جديدة للتعليم وبعد كل هذا فكر فى طرح اى باد فى يد الطالب العربى والات ان ناديت وقلت ل١٠٠ سنة فلا حياة لمن تنادى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى