بروتوكولات البريد الإلكتروني
ملاحظة: هذا المقال هو بالتعاون مع أستاذ مقرر شبكات الاتصالات بقسم الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود في نشر مقالات الطلاب في الموقع
يُعدُّ البريد الإلكتروني في زمننا الحالي وسيلةً للتواصل لا غنى عنها، وهو أحد أهم ثمار الثورة التقنية خلال العقود الماضية، وقد أحدث بعد ابتكاره قفزة هائلة في عالم الاتصالات الرقمية، متخطياً بذلك حواجز الزمان والمكان، فأصبح تناقل المعلومات وتواصل الناس فيما بينهم أمراً في غاية السرعة والبساطة.
بدأ البريد الإلكتروني فعلياً حيّز التنفيذ عام 1971 م حين أرسل “Ray Tomlinson” (والذي يعتبر المطور الأول لبرامج البريد الإلكتروني) أول رسالة إلكترونية عبر التاريخ احتوت على مجموعة حروف عشوائية وذلك في مقر شركته BBN – بالولايات المتحدة الأمريكية-.
حين ذاك، كان استخدام البريد الإلكتروني ضعيفاً نظراً لمحدودية المستخدمين وقلة عددهم، وذلك قبل ظهور الإنترنت الحديثة التي ضمت ملايين المستخدمين في شتّى أنحاء العالم وأصبح معها هذا التطبيق يشكّل عصب التواصل عبر الشبكة العنكبوتية.
كيف يعمل البريد الإلكتروني ؟ وما المقصود ببروتوكولات البريد ؟
قبل أن نتحدث عن آلية عمل البريد الإلكتروني، ينبغي أن نعرف ما معنى “بروتوكول”؟ المقصود بالبروتوكول هو مجموعة الضوابط والقوانين التي تعمل على تنظيم عملية ما، وباستخدام هذه البروتوكولات نستطيع تنظيم عملية الاتصال وإرسال رسائل البريد الإلكتروني بين المستخدمين. ويمكننا تصنيف بروتوكولات البريد الإلكتروني إلى ثلاث بروتوكولات أساسية. وهي: POP, IMAP, SMTP . ويستخدم البروتوكول SMTP في إرسال الرسائل بينما يستخدم بروتوكولي POPو IMAPفي استقبال رسائل البريد الإلكتروني كما هو موضح في الشكل 1.
شكل 1 : استخدامات بروتوكولات البريد في استلام وإرسال الرسائل.
البروتوكول الأول: Simple Mail Transfer Protocol ( SMTP )
وهذا البروتوكول هو المسئول عن إرسال الرسائل وتوجيهها إلى المستقبل المحدد، حيث أن الغالبية العظمى من خادمات البريد تستخدم هذا البروتوكول في الإرسال. ويستخدم البروتوكول TCP/IP لنقل البيانات من خلال المنفذ 25 .
يعيب هذا البروتوكول ضعف خصائص الضبط والحماية مما يؤدي إلى كثير من الرسائل الضارة والمزعجة حيث يمكن المستخدم من إرسال البريد الإلكتروني دون طلبٍ لاسم المستخدم أو كلمة المرور.
البروتوكول الثاني: Post Office Protocol ( POP )
وهذا البروتوكول مخصص لاستقبال الرسائل حيث يقدم طريقة سهلة وبسيطة للوصول للبريد، بحيث يسمح هذا البروتوكول للمستخدم بتنزيل جميع الرسائل إلى جهازه ومن ثم قراءتها، مع إمكانية حذفها نهائياً من الجهاز الخادم (server)، وهو مناسب للمستخدمين ذوي الاتصال الضعيف أو المتقطع أو ذو التكلفة العالية، لأنه يمكّنهم من تصفح الرسائل في حالة عدم الاتصال بالإنترنت. ويمكننا تشبيه عمل الجهاز الخادم بعمل مكتب البريد الذي يحتفظ بالرسائل بشكل مؤقت حتى يأتي صاحبها لاستلامها.
وهذا البروتوكول هو الأقدم والأكثر استخداماً حيث يعمل على جميع برامج البريد، وهو الآن في إصداره الثالث (POP3) ويتم نقل البيانات هنا عبر البروتوكول TCP/IP من خلال المنفذ 110 .
البروتوكول الثالث: Internet Message Access Protocol ( IMAP )
وهذا البروتوكول هو الأحدث وهو أيضاَ مخصص لاستقبال الرسائل. حيث يسمح للمستخدم بالدخول إلى الخادم واختيار الرسائل التي يرغب في قراءتها والاطلاع عليها وتحميلها مع بقاءها على الخادم دون حذفها ودون الحاجة لتنزيلها جميعاً (على عكس ما هو معمول به في POP) ، ويمكننا هنا تشبيه عمل الجهاز الخادم بمكتب البريد الذي يحتفظ بالرسائل، ولكن حين يرغب صاحب الرسالة بقراءتها فإنه يأتي للمكتب في كل مرة (عملية صعبة في عالمنا الواقعي، ولكنها سهلة في العالم الرقمي) لذلك فهو مناسب للذين يملكون اتصال جيد ومستمر بالإنترنت.
نستخدم في وقتنا الحالي الإصدار الأخير منه وهو IMAP4، وتتم عملية نقل البيانات عبر البروتوكول TCP/IP من خلال المنفذ 143 .
ما الفرق بين بروتوكولي POP و IMAP ؟
الشكل 2 يوضح الفرق الأساسي بين هذين البروتوكولين هو أن الرسائل تبقى على الخادم بعد تحميلها في بروتوكول IMAP وحذفها من الخادم في بروتوكول POP ما لم يقم المستخدم باختيار عدم حذفها ، وغالباً ما يفضل المستخدم بقاءها من زوالها.
.POP و IMAP شكل 2 : الفرق بين بروتوكولي
ويتميز بروتوكول IMAP كذلك بعدة مزايا أيضاً، كالبحث في الرسائل الموجودة على الخادم وإمكانية الوصول للبريد من عدة أطراف (جهاز العمل، جهاز المنزل، الجوال …) ، مع إمكانية تقسيم الرسائل على عدة صناديق بريد، إضافة إلى أنّ الرسائل عبر هذا البروتوكول أدعى للحفظ خصوصاً عند المحافظة على أخذ النسخ الاحتياطية (Backup) بشكل مستمر.
وبذلك نكون قد استعرضنا أهم البروتوكولات المستخدمة في إرسال البريد الإلكتروني واستقباله.
ختاماً, فلا ننسى البروتوكول HTTP إذ هو في حقيقته لا يعد من بروتوكولات البريد الإلكتروني، ولكنه يظل أداة مهمة لكثير من المستخدمين للوصول إلى حساباتهم البريدية عبر برامج التصفح المعروفة (Internet explorer, Firefox, Chrome .. وغيرها).
فراس الموسـى – سامي الرشيـد
It’s fabulous explaination of our used technology these days. Basic and organized
Kindly,
مقال جداً مفيد … ساعدني في فهم البروتكولات المستخدمة في البريد .. شكراً جزيلاً لكم …
شكراً أبافهد لك ولصديقك مقال رائع وإلى الأمام ياشباب المستقبل التقني الإسلامي
هذا المقال هو نسخة مقلدة لمقال طرح على NetworkSet للمهندس أيمن النعيمي يرجى حفظ الحقوق فأنتم موقع كبير ويجب أن يحرص على هذا الأمر .
رابط المقال وهو منذ أكثر من سنة : http://www.networkset.net/2011/02/05/email-protocols/