مقالات

من هو رائد الأعمال الحقيقي في منطقتنا؟

خلال الفترة الأخيرة كثر في منطقتنا العربية الحديث وبشكل مبالغ فيه عن الريادة و المبادرات ، فظهرت أنواع المؤتمرات و الندوات التي تتحدث عن ريادة الأعمال في منطقتنا ، هذه الظاهره او الموجة في عالم ريادة الأعمال ظهرت عندما قامت ياهو بالاستحواذ على مكتوب ويمكن التأكد من هذا الشيء من خلال معرفة موجة المؤتمرات التي ظهرت بعد هذا الخبر الذي هز المنطقة العربية

صحيح ان هذا الأمر يعتبر صحي من وجهة نظر الكثيرين وانا اتفق معهم الا اننا نعاني من مشكلة حقيقية في ريادة الأعمال في منطقتنا ، المشكلة بدأت تكبر مع كثرة الكلام عن ريادة الأعمال من دون القيام بريادة حقيقية من خلال الأفعال بدلا من الاكتفاء بالكلام ، فكل المؤتمرات تظهر فيها أصوات تطالب بتطبيق مفاهيم ريادة الأعمال بشكل نظري من دون نظرة الى طبيعة المستخدم العربي و الحالة الاجتماعية ، فبعضهم يريد تطبيق كل المفاهيم والتي يراها تنجح في اوروبا وامريكا ويعتقد بأنها تنجح هنا من دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة منطقتنا ، بعض من ينطبق عليهم رواد الأعمال من وجهة نظري فهموا منطقتنا و طبقوا مفاهيم ريادة الأعمال بحسب ما تحكمه الظروف ، ويمكن قراءة مقال رائع لمؤسس موقع جيران يتحدث عن الفوارق الكبيرة بين منطقتنا وأمريكا في مجال ريادة الأعمال ولماذا تعتبرا لمشاريع التي مر عليها وقت طويل في منطقتنا لازال مشاريع ناشئة.

وهنا مشكلة أكبر من مشكلة فهم طبيعة المنطقة هي مشكلة تطبيق التعريف الحقيقي لريادة الأعمال فكما يعلم الجميع بأن مفهوم ريادة الأعمال او تعريفه هو ان يقوم شخص ببدء مشروع جديد ويخاطر فيه ، ولو طبقنا هذا التعريف على من يسمون أنفسهم رواد أعمال لوجد ان عددهم قليل جدا ، فنحن الأن نعاني من تفشي ظاهرة استخدام انتشار ريادة الأعمال للتسويق فبعضهم يضع بأنه رائد أعمال فقط لأنه حضر مؤتمر او مؤتمرين عن ريادة الأعمال او قرأة كتاب عن ريادة الأعمال ، وزاد بعضهم وأصبح يتحدث بأسم ريادة الأعمال ولكن لا يملك قصة فشل او نجاح في اي مشروع له ، واذكر عبارة جميله قالها علاء المكتوم عندما كنا نتحاور عن موضوع ريادة الأعمال حيث قال علاء

mctoom-twitter

أتفق وبشدة على مقوله علاء ، فريادة الأعمال تم تشويه منظرها من خلال من يتحدث عنها وهو لم يكن يوما رائد اعمال حقيقي ولا يملك قصة نجاح او فشل ، بعضهم يقوم بالتنظير عن ريادة الأعمال ويريد تطبيق ما يراه في المجتمعات الأخرى التي تتوفر لديها ظروف أخرى عن ظروفنا في ريادة الأعمال ويريد تطبيقها في منطقتنا وهذا خطأ كبير من وجهة نظري.

نحتاج ان يكون موضوع ريادة الأعمال منضبط بشكل أفضل وان لا يتم فقط الأكتفاء بالكلام ، نريد ان يكون هناك حراك اكبر في مجال ريادة الأعمال من خلال الفعل وهذا الفعل يتمثل بالاستثمار في طاقات الشباب واظهار مشاريعهم الجديدة ودعمها بشكل جدي وحقيقي.

مصدر الصورة

مقالات ذات صلة

‫13 تعليقات

  1. نعم الكل لاحظ هذا الأمر مؤخرا
    ولكن يجب أن ننتبه هنا إلى أن البعض أصبح مهتما أكثر بريادة الأعمال، يقرأ كثيرا وربما يكتب عنها، ولكنه لا يصف نفسه بها.

  2. نعم أخي كلامك صحيح

    فتجد من فتح موقع اغاني أو العاب ليس فيه أي شيء مميز

    يسمي نفسة رائج أعمال :)

  3. المشكلة الرئيسة أكبر من ذلك في مجتمعاتنا .. فنرى غالبية شبابنا يأخذ بالمكون لا بالمزيج و توافق تركيبته و الذي هو الاساس “من وجهة نظري” , أقول ذلك بشكل عام و بنطبق هذا على غالب الامور ليس فقط في موضوع الحديث المطروح

    ارجو أن تكون الفكرة قد وصلت ..

  4. أكثر من اساء الى مفهوم ريادة الاعمال هي شركة N2V

    هل لم تستثمر في السوق السعودي ولا الشباب السعودي رغم انها شركة سعودية

    كذلك لا تقوم باطلاق اي مشاريع حقيقية نظرا لانها تعتمد على موظفين مبتدئين علاوة على انها تعتمد على مجموعة من المدراء النظريين وليس العمليين الذين يتقنون اللعبة يعني يتحدثون اكثر مما يعملون

  5. اخي نصر الدين
    السلام عليكم ….هذا السلام دعوة للسلام و التاخي و الحب و المودة

    غالبا لااشارك ابدا باي تعليقات على الرغم اني متابع منتظم

    لكني دهشت من تعليقك صراحة على احد امثلة الشركات السعودية الريادية

    الناجحة من وجهة نظري

    و على الاقل كل كلمة كتبتها فيهم هي عكس ذلك تماما
    لانه ببساطة معايير عمل و توظيف و سوق الشركات الان مختلف عن سابقه تماما …..فما بالك الريادية منها

    مثل ان التوظيف يعتمد على الكفاءات الطموحة و الشغوفة بمجالها بالمقام الاول دون الاعتراف بالجنسيات او السن او حتى الخبرة او علاقة الجامعة بالمجال ……………طبعا بنسب مختلفة لكل معيار تتفق و طبيعة الشخص و الشركة و الوظيفة و متخذ القرار

    ثم ان الاستثمار لايعرف سوق محدد للعمل به و يكتفي به …….فالسوق السعودي قد لايكون ملائما بنسبة معينة لمشاريع الشركة الوطنية التي تكون على الانترنت بل و موجهة الى فئة معينة اقل تحديدا

    لكن معرفتك السطحية بهم هي التي جعلتك تكتب هذا الكلام دون محاولة الاقتراب اكثر منهم

    اخيرا هذا رايك لكن احببت مشاركتك رايي ايضا … لاحقاق الحق لهم ليس الا

    مع العلم اني لست سعودي ….لكن لي الشرف في التعرف و التعلم من اقطاب هذه الشركة السعودية التي اسعدتني جدا ان يكون مثلها في بلاد المسلمين

    و اعتقد ان هذا سيكون مصدر سعادة و فخر لك ايضا ان شاء الله

    الاخ رشيد البلاع …و الاخ مازن الضراب و غيرهم شكرا لكم و جزاكم الله خيرا
    واتمنى ان يجمعني الله بكم في الجنة
    و في الدنيا اتمنى ان نتشارك في مشروع ريادي يحقق الطموح ويرضي الضمير و يفيد البشر و يغير الحياة و نثاب عليه من الله …..

    شكرا

  6. في تناقض عجيب بالنسبة لموضوع دعم المنشآت الصغيرة في السعودية وريادة الاعمال ترى المؤتمرات والمبادرات والدعم المالي الحكومي ولكن ينصدم صاحب المشروع الريادي في الجهة المقابلة بالانظمة العقيمة والتعجيزية لمكتب العمل والتأمينات الاجتماعية وبرنت الجوازات وبرنت الاحوال وتعقديات وزارة التجارة والجمارك ووووو .. وصلنا القرن الحادي والعشرين ولا توجد خدمات حكومية اون لاين مفيدة لاصحاب المنشآت ومازال المواطن الذي يريد ان يتملك مشروعه يضيع وقته بين الجهات الحكومية المزدحمة بالمراجعين والتي لايوجد امامها مواقف للسيارات ويضطر الى تحمل سوء التعامل من الموظفين وكانه يشحت حقه .. شئ يحطم كل ريادي ويخليه ينام في البيت او يرجع للوظيفة او يعمل بطريقة غير نظامية او يبحث عن واسطة .. الريادي اللي يتحمل هذه الظروف الصعبة وينجح يعتبر ريادي من الفئة العصامية المكافحة .. الله كريم

  7. والله أول مرة أقرا مقال كامل لك يا أخ سعود الهواوي
    بصراحة فيه تقدم عجيب في تطور نظرتك للمواضيع اللي تطرحها ،، أهنّيك وأتمنى لك المزيد من التقدم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى