مقالات

التسويق الإلكتروني: حدد الشريحة المستهدفة

عند الحديث عن التسويق لا يكاد مهماً ذكر إعطاء هذا المجال حقه، فهو على عكس تعريفاته البسيطة التي يتناقلها الناس بحر من المعرفة وعلم لا يستهان به ، ويظل هذا المجال هو المحرك الأول للأعمال التجارية ، وكما هو معروف لا يختلف هذا المبدأ كثيراً في ثنايا شبكة الإنترنت، حيث تبقى الكثير من المواقع الجيدة حبيسة الزوايا الميتة في الإنترنت لا تُرى ولا تُزار لسوء تسويقها وإشهارها، لذلك يعتبر من المهم جداً للجميع الإحاطة ولو بالقليل عن هذا المجال.

للتسويق العديد من الجوانب المهمة والتي يوليها خبراء التسويق الكثير من الاهتمام، أحد هذه الجوانب هو “الاستهداف” أو “الشرائح المستهدفة”، حيث يعد هذا الجانب من الأهمية بمكان أنه يوفر الكثير من التكاليف أثناء عمليات التسويق إضافة إلى كون عملية التسويق أكثر جدوى، وقد رأيت الكثير من الحملات التسويقية والإعلانية تتحول إلى كارثة فقط لأن من خطط تلك الحملات لم يضع في الحسبان الاهتمام بالشرائح المستهدفة، فتضيع الكثير من الأموال دون عوائد تذكر ، وهذا ما تلجأ الكثير من الشركات الكبيرة إلى وكالات التسويق الاحترافية لتجنبه.

ليست هنالك طريقة سهلة للتمكن من هذا الجزء المهم، فالمتخصصون يمضون سنين في دراسة هذه الأمور لسعة تفاصيلها، ولكنه من الممكن الإطلاع عليها بشكل مبسط وفهم الطابع العام لها، فعند الحديث عن الشريحة المستهدفة فإننا ندرس ما إذا كان الشيء المراد تسويقه يجذب أناسا أكثر من غيرهم، وما إذا كان يجدر بالمسوق الإهتمام بشريحة أكثر من أخرى، والأهم أين يجد هذه الشرائح وكيف يصل إليهم، كثيرا ما كنت أشاهد إعلانات في أماكن خاطئة جدا وبتكاليف عالية جدا وأتساءل ماذا كان الشخص الذي اعتمد هذا الشي يفكر فيه حينها! كمثال: لوحة خارج أحد المدن البرية لشركة تبيع نوعا من الدبابات البحرية ذات التكلفة العالية في أحد الطرق المؤدية إلى مدينة برية أخرى، كانت تكلفة اللوحة عالية جداً عندما سألت عنها وتتعدى النصف مليون ريال سعودي! وهذا ليس مثالاً خيالياً بل أحد الأمثلة الواقعية التي وقفت عليها شخصياً، وقد يكون لأهل الصنعة بذلك الإعلان مآرب أخرى لا نعلمها فأحسنت الظن.

عند تحديد الشرائح المستهدفة توجد طريقة مبسطة تقتضي بعمل اختبار بسيط للمنتج، يتكون هذا الاختبار من عدة أسئلة تحدد إجاباتها أهم شريحة مستهدفة، (سأقوم بمثال يبين نتيجة هذا الاختبار أثناء ذكرنا للنقاط، لنقل أننا نريد إجراء هذا الاختبار على موقع إنترنت إخباري مملوك من قبل شركة تتخذ من مدينة الرياض مقراً لها)، يعتمد هذا الاختبار على عدة محاور أهمها:

الفئة العمرية:

ماهي الفئة العمرية التي تستهدفها بمنتجك؟ الأطفال؟ الشباب والمراهقين؟ ام البالغين؟ أم كبار السن؟ تحديد الفئة العمرية يفيد كثيرا في زيادة جدوى الحملات الإعلانية والتسويقية من حيث إختيار أساليب وأماكن عرض أكثر تعرضا للفئة العمرية المستهدفة، (بالنسبة لموقع إخباري نعلم أن الأطفال وحتى سن ال18 لا يتابعون الأخبار بذلك القدر الكبير إضافة إلى أن كبار السن والذين يتعدى عمرهم ال50 أقل رغبة في استعمال الحاسب عموما فلذلك غالبا يستهدف الموقع الفئة العمرية مابين هذين العمرين، إذن فالإجابة ستكون: الفئة العمرية: 18-50).

الجنس:

هل هذا المنتج يخص جنسا دون آخر؟ يهم النساء؟ أم الرجال؟ أم جميعهم؟ لكل جنس أساليب استهداف وأماكن تختلف فإجابة هذا السؤال قد تحدد الكثير في الحملات الإعلانية، (لموقع إخباري من الطبيعي أنه يستهدف الجنسين الذكور والإناث، فستكون إجابة هذا السؤال: الجنس=الجميع).

المكان:

هل المنتج يرتبط بمكان محدد؟ أم بأشخاص يقطنون مدينة معينة؟ أم دولة معينة؟ إحسب حيز المكان الذي ترغب بإنتشار منتجك فيه، (لشركة تقطن السعودية يفضل انتشار الموقع في المملكة أولا قبل التفكير بالتوسع ، ولكي يستطيع القائمون على الموقع بالتركيز على أخبار تهم هذه الشريحة، لذا فجواب هذا السؤال: المكان=السعودية).

الحالة الخاصة:

هل هنالك شروط خاصة ترافق احتمالات استخدام أو اقتناء منتجك؟ ظروف معينة يلزم وجودها أو توفرها من قبل المستهلك حتى يكون مستهدفا؟ أحيانا تحيط بالمنتج ظروف معينة تجعل من المستهلك المستهدف شخصا مميزا يلزم الوصول إليه اسلوبا مميزا وخاصا أيضا كمثال: الفيسبوك (يلزم أن يمتلك المستهلك جهازا وانترنت)، إطارات السيارات (أن يمتلك المستهلك سيارة)، عدسة كاميرا (أن يمتلك كاميرا تتوافق معها) وهكذا، (في حالة الموقع الإخباري الحالة الخاصة هي أن يكون المستهلك المستهدف يمتلك وسيلة للدخول على الإنترنت ويكون معتادا على الاطلاع على الأخبار بواسطة الشبكة العنكبوتية، إذن فالإجابة ستكون الحالة الخاصة= استخدام الإنترنت).
بعد أن تجري هذا الاختبار سيتولد لديك فكرة عامة عن الشريحة المستهدفة بالتسويق، وفي مثالنا يكون الجواب على الشريحة المستهدفة كالتالي: هم الأشخاص في نطاق الفئة العمرية بين 18-50 من الجنسين في المملكة العربية السعودية والذين يستخدمون الإنترنت، سهلة أليس كذلك؟

تبقى عملية التسويق مهمة جدا بكل أجزائها وممتعة إلى حد كبير، أنصح الجميع مهما تنوعت مجالاتهم وتخصصاتهم بالقراءة عنها والتمعن فيها، ففيها الكثير من الأفكار الخلاقة والتي يمكن ان تطبق حتى على الصعيد الشخصي والاجتماعي، واختم هذه المقالة بعبارة كان شخص كبير في السن يرددها لي كثيراً تعبيرا عن أهمية الاختيار بعناية في التسويق أو في مكان البيع، كان يقول: “طِيبُ السوق ولَا طِيبُ البضاعة”، وكنت دائما أعقّب عليه: “وفي كلٍّ خير” .

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى