مقالات

لوحة المفاتيح تعشق قبل العين أحيانا

 400  

ذات يوم كنت أتصفح أحد المواقع الأجنبية وكان في أحد زواياه إعلان صغير لأحد الروايات التي تخص أبناء جلدتنا بنو التقنية.

 قصة حب عن طريق الانترنت حدثت لأحد المبرمجين في أحد الشركات البرمجية, حيث تعرض هذا المبرمج بسبب هذه القصة لظروف صعبه  أثرت عليه كثيرا في حياته وعمله, فتم طرده من الشركة التي يعمل بها, ومن ثم توالت عليه ظروف أخرى لم يوضحها الإعلان تشويقا للقارئ.

وحيث أنني لست من أولائك الذين تستهويهم قراءة الروايات, ولغتي الانجليزية ليست بكامل عافيتها, فلم ولن أبحث عن هذه الرواية, ولا أعتقد أنه سوف يأتي ذلك اليوم الذي أقتني به أحد الروايات أجنبية كانت أم عربية.

هذا الإعلان سرق مني بضع دقائق وأنا أتفكر في هذا الكائن العجيب (الإنترنت), وكيف أصبح هذا المجنون يحدد مصير إنسان بأكمله!.

في الماضي كان عامة الناس يستخدمون الانترنت  كمجرد تسلية أو للاطلاع على بعض المعلومات البسيطة لا أقل ولا أكثر.

اليوم تغير الحال, بيع وشراء من خلال الانترنت, وظائف ومناصب تحصل عليها من هذا المكان, بشر غيروا ملتهم إلى أخرى فتغير حالهم ومصيرهم, ومجانين وعشاق كصاحبنا ذهبوا ضحية عشق فأصبحوا بين ضحى يوم وليله مثل من يجلس على الرصيف يبحث عن رغيف خبز.

قد نسمع بمثل هذا النوع من القصص, وقد يكون البعض منكم قد عايشها أو لربما يكون أحد ضحايا هذه المصيبة مصيبة الحب الأعمى , التي قذفت بالكثير خارج دوامة الأرض ورحلت بهم بعيدا إلى عالم المجهول, تجرد من بصره واكتفى بقلبه وأصبح يردد الحرف يعشق قبل العين أحيانا.

الآن يوجد الكثير من البشر يعيشون على كوكب الانترنت, وكونوا حياة خاصه بهم, ووجدوا المكان المناسب للعيش هنا.

ياترى ما الذي جعلهم يستمرون في العيش هنا؟

أنا على يقين بأن الحرية هي الكنز الذي جعل هؤلاء البشر يستمرون في الاستيطان على الانترنت والجلوس أمام كائن جامد أكثر من نصف العمر, يعتريهم الشوق إلى حد الهيام, ويسيرون على الأرض بدون رغبة عندما لايجدوا مركبا يعيدهم إلى هذا الكوكب.

 في الانترنت لا أحد يستطيع أن يمنعك من كتابة ماتريد إلا أنت, وأنت فقط هو من يملك القيادة لا أحد سواك.

 اذهب إلى ماتريد إلى أي موطن تشاء,  حدث ماتريد من الشعوب, الحمقاء والمجانين والعظماء والأدباء والمبدعين الكل ينتظرك في هذا الكوكب العجيب, اذهب إلى من تشاء.

ولكن تذكر دائما… أنه يوجد الآن من هو بعيد كل البعد عن حياة الأرض, وأصبح يعيش خارج الواقع الحياتي. سافر إلى كوكب آخر لا يعلم متى يعود, ولا يعلم هل لديه القدرة أم لا للعودة إلى موطنه الأصلي (الأرض).

من منا ينكر أنه في هذا المكان فقط ولاغير .. هناك ما يشبه السحر ذهب بنا بعيدا عن الأرض وحدثنا بهدوء قائلاً:

 أنت باق هنا لاخلاص ,لا مفر إنه مصيرك, هذا هو قدرك, عندما يموت الإنترنت حينها قد تعود إلى الأرض.

لا مجال للعودة ولا تفرط بمن عرفت هنا, لأن من يعيشون على الأرض لايرغبون في عودتك.

هنا على كوكب الانترنت البشر أكثر وفاء وعطفا من أي مكان آخر, لادماء تنزف ولا مكان للقتل.

الأرواح جميله لاتؤذي كثيرا, وتنسى مافات وتسامح بسهوله, مجرد عبارات من الأسف قد تكفي.

صدقني استمر هنا, لاتفكر في العودة أبدا فأنت مجنون في نظر أهل الأرض. 

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. مرحبا
    بصراحه انا ابحرت في موضوعك وفعلاً كلمك في الصميم
    وشي واقع والله يعني هذا الي نقدر نقوله
    الانترنت كوكب جديد الي مايفهمه ويحسن استخدامة يضيع.

  2. ما أكثرهم !!!!!!!

    لم يبحروا فحسب ,, ولكن ابتلعتهم دوامات المواقع بتشعباتها فغرقوا

    لا احد ينكر مساؤى الانترنت ,,ولكن لو نظرنا بهذا المنظور لن نتقدم ,,,

    شكرا على المقاله ,,

  3. هههههه مقاله جميله وممتعه جداً وذات توسع خيالي لكن حقيقي !

    انا بالنسبه لي بعد الله الإنترنت وسيله غيرت حياتي بها بشكل كامل فبها وجدت أفضل وظيفه احلم بها والحمد لله خاصه مع زملاء عمل أكثر من رائعين

    وكانت هناك أحداث واقعيه كثيره حصلت لي من خلال الإنترنت ولم ولن أجد أفضل من هذه الوسيله مثل مشاركة الهوايات والتعرف على الإصدقاء والإلتقاء بهم لمبادلة الخبرات , ومثل إستلام طلبات مثل تصميم وبرمجه وغيرها تجيب لك بعض الأرباح الماديه , بيع الأجهزه والأدوات افضل من بيعها بالحراج بكثير , شراء الأجهزة والأدوات أفضل من السوق بكثير لرخصها, طبعاً اهم شي الإنفجار المعلوماتي والبحث السهل لإيجاد المعلومه في بحر الإنترنت والكثيييييييييير التي لن تجدها في مكان غير الإنترنت

    الإنترنت أثر في حياتي بشكل يومي وبشكل كبير

    ولكن مع ذالك تعقيبي فقط انه لم أتوه في بحر الإنترنت بعد :)

    لم أفهم نقطتك بخصوص ان من يبحر في الإنترنت لا يستطيع الرجوع إلى الأرض لكنه بحر واسع لا يختلف فيه اثنين

    الله يعطيك العافيه اخوي بدر على امتاعنا بالمميز والرائع , مقاله شيقه واعتبرها من أفضل المقالات التي قرأتها

    تحياتي

  4. مرحبا بمن قرأ وعلق.
    مستانس: الأجمل هو إبحارك في عالم التقنية سعدنا لتواجدك.
    ــ
    عبادي:
    الانترنت يبقى عالم مليء بكل شيء من خير وشر نحن من نملك المقود اذهب إلى ماتريد انعطف يمينا أو شمالا لايوجد حدود تمنعك.
    سعدنا لمرورك.
    ــ
    عبدالملك:
    (( وكانت هناك أحداث واقعيه كثيره حصلت لي من خلال الإنترنت ))

    أتمنى أن لايكون قد حصل لك مثل ماحصل لصاحبنا المبرمج :)

    ((لم أفهم نقطتك بخصوص ان من يبحر في الإنترنت لا يستطيع الرجوع إلى الأرض لكنه بحر واسع لا يختلف فيه اثنين))

    أقصد أنه هناك بعض الأشخاص كون له حياة أخرى في وطن آخر ,لم يستطع أن يبدل من عرفهم في هذا الوطن بأشخاص آخرين في الأرض ,فآثر العيش هنا.

    سعدت بتواجدك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى