المساحات البيضاء هي المساحات التي يتركها المصمم بين جزئيات المحتوى ولا تحتوي على محتوى معين وتكون عادة بين الصور أو بين الأسطر أو بين فقرات المحتوى أو بين العناوين وبين جزئيات الموقع، واستخدامها بذكاء يعني توزيعها لدرجة مريحة للعين ولتسليط الضوء على الجزئيات المهمة، ونستوعب أهميتها عندما نزور موقع إلكتروني على الانترنت ونجده مزدحم بالمحتوى ومتراكم لدرجة تجعل الزائر يهرب مباشرة لعدم استقرار عينه على شيء واضح ولعدم تمييزه الجزئيات المهمة في الموقع.
من المساحات البيضاء المريحة للعين هي المسافة بين السطور في الفقرات وهذه مريحة للقراءة إذا كان هناك مساحة بين كل سطر والذي يليه، وكذلك الهامش بين كل فقره وأخرى وكل فقره والعنوان الخاص بها والهامش بين الفقرة والصور، والهوامش بين القائمة الجانبية والمحتوى، وهناك نقطة أخرى مرتبطة بالموضوع وهي الإختصار في الطرح والاهتمام بإصال الرسالة بأقصر واوضح العبارات “سطرين واضحة وفيها الهدف أفضل بكثير من فقرتين مزدحمة بكلمات يمكن اختصارها” وهذا بالطبع التوجه الصحيح للتعامل مع مستخدمي الإنترنت لأنهم مثل الطيور التي قد تغادر المكان بسرعة.
من هنا قد نلاحظ التطبيق الفعلي لهذه المفاهيم في منتجات شركة جوجل والتي بدأت بمحرك البحث البسيط جداً والذي لا يحتوي إلا على مستطيل بحث ومجموعة روابط تحته ومساحة بيضاء كبيرة ولو تصفحنا منتجاتهم الأخرى أيضاً لوجدنا الطريقة المتميزة في إيصال الرسالة بسهولة فعندما تتصفح اليويتوب الجديد تلاحظ ظهور رسالة تخبرك بمزايا الموقع وتحت زر تحت إسم (أعي ذلك) وهذا هو الإبداع بعينه أو جملة في اليوتيوب وهي: (تم اقتراح …. لأنك شاهدت ….) وهنا بكل بساطة وصلت الرسالة بدلاً من كتابة (الفيديو التالي ….. مقترح لك لأنك شاهدت سابقاً فيديو له علاقه به وهو ….)، ولكي نكون منصفين هذه التوصيات من ناحية اختصار الرسالة يقصد بها المواقع التي تقدم خدمات وتحاول جذب الزبائن أما المواقع الإخبارية فيمكن الدخول على التفاصيل مع مراعاة المساحات البيضاء بين عناوين الأخبار والصور وكذلك المواقع المرجعية والتي تقدم معلومات تفصيلية كبيره وزوارها هم من القراء الذي يكون هدفهم هو القراءة المطولة.
مقال جميل
مبدع يعطيك العافية