OpenAI تدافع عن استخدامها المواد المحمية بحقوق الطبع في تدريب الذكاء الاصطناعي

دافعت شركة OpenAI، الرائدة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، عن استخدامها للمواد المحمية بحقوق الطبع والنشر في تدريب أدواتها، معتبرةً أن الأمر «مستحيل» التنفيذ دون ذلك.

جاء هذا التصريح في إفادة كتابية قُدمت إلى لجنة الاتصالات والرقمية التابعة لمجلس اللوردات البريطاني، حيث أشارت الشركة إلى أن القوانين الحالية لحقوق الطبع تغطي تقريباً كل أشكال التعبير البشري، مما يجعل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة دون استخدامها أمراً غير وارد.

تقوم لجنة الاتصالات والرقمية بالتحقيق في كيفية تفاعل السياسة العامة في المملكة المتحدة مع وسائل الإعلام والاتصالات الرقمية والصناعات الإبداعية.

وتنشر اللجنة تقريراً بنتائج تحقيقاتها، والذي قد يُشكل أساساً للحكومة البريطانية لإحداث تغييرات سياسية.

وفي يوليو 2023، بدأت اللجنة تحقيقاً لـ «فحص نماذج اللغة الكبيرة وما يلزم القيام به خلال الـ 1-3 سنوات القادمة لضمان استجابة المملكة المتحدة لفرصها ومخاطرها»، مما أدى إلى تركيز الاهتمام بشكل خاص على ChatGPT و DALL-E من OpenAI.

ذو صلة: OpenAI تطلق متجر GPT واشتراك ChatGPT Teams بأسعار تنافسية

وفي مسعى الدفاع عن استخدامها للمحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر، أقرّت OpenAI بأنها تعمل على تطوير آليات لتمكين الناشرين من منع الذكاء الاصطناعي GPTBot من الزحف إلى مواقعهم بحثاً عن المحتوى، وتسمح للمصورين والفنانين الآخرين بإقصاء صورهم من مجموعات بيانات تدريب DALL-E المستقبلية.

على الرغم من أن هذه الخطوة قد تبدو كبادرة حسن نية، إلا أنها تثير تساؤلات حول الحقوق التي سُلبت من الأساس.

تأتي هذه المناقشات أثناء معركة قانونية في الولايات المتحدة، حيث يتهم العديد من المدعين الشركة بالاعتماد على أعمالهم المكتوبة المحمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب ChatGPT، الذي أصبح مصدر ربح للشركة فقط.

ومن بين الدعاوى المرفوعة، قضية رفعتها صحيفة نيويورك تايمز ضد OpenAI لإعادة إنتاج محتواها دون تعويض الصحيفة عن هذا المحتوى.

في ظل التحديات القانونية الحالية، تواجه OpenAI مسألة معقدة تتعلق بكيفية موازنة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي مع احترام حقوق الملكية الفكرية.

ومع الاعتراف بأن هناك «عمل لا يزال يتعين القيام به لدعم وتمكين المبدعين»، تظل الشركة ملتزمة بسعيها نحو التقدم التكنولوجي، في حين تحاول أيضًا تعزيز الحقوق التي يعتبر البعض أنها سُلبت منهم.

ينتظر المراقبون والمعنيون نتائج تحقيق لجنة الاتصالات والرقمية، التي قد تحدد ملامح التشريعات المستقبلية الخاصة بالذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة وربما في الغرب بأسره، وهو ما يدركه جيدًا فريق OpenAI، الذي يتطلع إلى استغلال هذه الفرصة لتدارك أية مخاوف متعلقة بحقوق الطبع والنشر قبل أن تتشكل ضدهم.

اقرأ: شركة OpenAI تعمل على مساعد صوتي ChatGPT لأجهزة اندرويد

تمثل هذه الأحداث نقطة تحول في تاريخ تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث تواجه الشركات التكنولوجية الرائدة تحديات قانونية وأخلاقية جديدة مع استمرارها في الابتكار وتحفيز التقدم في هذا المجال المتسارع.

المصدر